كلما مر ويمر به العراق من معاناة وظروف صعبة منذ نصف قرن يؤكد حاجة المجتمع العراقي الى #الدولة_الحضارية_الحديثة.
خذ اليك تسلسلا سريعا بالاحداث المأساوية التي شهدها العراق خلال الخمسين سنة الاخيرة:
1. استيلاء حزب البعث على السلطة، عام ١٩٦٨، وهو حزب شوفيني عنصري متخلف.
2. انفراد صدام حسين بالسلطة وقيام حكم الفرد وعبادة الشخصية.
3. زج العراق بحروب خارجية عبثية بدءً من الحرب مع ايران وما تلاها.
4. تغوّل السلطة الدكتاتورية القمعية الشوفينية واستبدادها وارتكابها جرائم ابادة الجنس وجرائم الحرب وانتهاكها لحقوق الانسان.
5. انهيار منظومة القيم الاخلاقية العالية التي عرف بها المجتمع العراقي.
6. هدر الثروات الوطنية العراقية وخاصة النفط وعدم استفادة الشعب العراقي منها على الوجه الافضل.
7. ظهور حركات دينية ارهابية متطرفة ومتشددة مثل القاعدة وداعش وغيرهما.
8. ارتكاب جرائم قتل جماعية مثل الانفال والاهوار وحلبجة وسبايكر وغيرها.
9. تردي الخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمجتمع وتخلفها كثيرا عما هو موجود في الدول المجاورة على الاقل.
10. ارتفاع نسبة البطالة والفقر
11. قيام دولة المكونات والمحاصصة والفشل في اقامة دولة ديمقراطية تحقق الاستقرار والامن والسعادة.
12. استشراء الفساد السياسي والاداري
13. فشل الانتخابات في تنظيم مبدا تداول السلطة بشكل سليم واقامة حياة سياسية صحية بسبب الانتخاب بالجملة، وتشرذم الطبقة السياسية، والتزوير.
.... والقائمة تطول وتستوعب الكثير من المفردات الاخرى.
ومن دون اغفال دور العامل الخارجي، فان هذه المآسي ما كانت لتحصل ويشهدها المجتمع العراقي لولا الخلل الحاد والعميق والكبير في #المركب_الحضاري للمجتمع.
وبعد خمسين سنة من مسلسل المعاناة ندرك الان، علميا وتاريخيا، ان الحل والعلاج يكمنان فقط في معالجة الخلل في المركب الحضاري واعادة تنظيمه بشكل صحيح وسليم.
ونعرف، علميا وتاريخيا، ان معالجة الخلل في المركب الحضاري لا يمكن ان تتم الا من خلال الدولة الحضارية الحديثة التي تقوم على قاعدة مجتمع حسن التنظيم عماده #المواطن_الفعال.
وبذا تكون الدولة الحضارية الحديثة هي الاطار الذي تتم من خلاله معالجة كل مشكلات العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخ.
واما البحث عن علاجات وحلول خارج اطار هذه الفكرة فهو مضيعة للجهد والوقت والطاقة، واطالة لامد المعاناة ومفاقمتها.