twitter share facebook share 2019-06-29 1521

د. عصام الفيلي

 انتهت الانتخابات التركية في مدينة أسطنبول   قبل ساعة من الان وكانت نتائجها اكثر صدمه لحزب العدالة والتنمية من غيره بفارق ٢٠ ٪؜ بين مرشح الحزب  الحاكم بن علي يلدرم  الخاسر وخصمه  أكرم امام اوغلو   بعد فرز ٩٠٪؜ من الاصوات بعد اعادة الانتخابات  أيار  الماضية بفارق  ١٣٠ الف صوت  متقدمآ على  خصمه انذاك  رئيس وزراء  تركيا الحالي بن علي يلدرم  

 ويرى الحزب الحاكم ان الانتخابات  في مدينة أسطنبول معركة حياة أو موت سياسية بالنسبة له. وهذا ما أكده أردوغان مرارآ حين قال   ان من يفوز بإسطنبول سيكون ظفر بتركيا كلها  اذ تشكل  المحافظة ١٨،٩٪؜ من نفوس تركيا البالغ اكثر من ٨٢ مليون نسمة وفق اخر التقديرات ويبلغ عدد  سكانها ١٦ مليون نسمة

بعدد ناخبين ٨،٨ مليون نسمة   علاوة على موقعها المهم المتميز عن  باقي المحافظات  بكونها العاصمة الاقتصادية والسياحية  وحتى  تعد عاصمة الاستقرار او القلق. بالنسبة لتركيا اذ يشكل الاكراد مايقارب

٤ ملايين نسمة فيها  وهي من اكبر معاقل  حزب الشعوب الديمقراطي الكردي  ويبرز هذا بوضوح بموقف الحزب من الانتخابات الاخيرة الانتخابات  ودعمهم  وأعلان الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش في تغريدةً له ( يتعين علينا دعم خطاب امام اوغلو ) وكان بمثابة

رسالة واضحة لكل اكراد  اسطنبول بدعم  اوغلو على الرغم من  طلب اوجلان من أتباعه بضرورة الحياد  في انتخابات  اسطنبول والتي نشرت من قبل كثير من المواقع الحكومية  كمحاولة لثني الاكراد على المشاركة. كجزء من سياسية الضغط من اجل اضعاف  أكرم امام اوغلو  وهذا ما فسره

الزعماء الاكراد في اسطنبول ايضآ محاولة لشق الصف الكردي من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية 

لم يكن الاكراد العامل الأوحد في حسم الانتخابات بل كان المنجز الكبير الذي  قدمه أكرم اوغلو والذي نجحت المعارضة بتقديمه كشخصية  قوية  اذ استطاع تقديم الخدمات المتميزة للمواطنين بمنطقة بيليك دوزو بإسطنبول، والتي كان رئيسا لبلديتها بين عامي 2014- 2019. والذي طرح شعار لايمكن ان يبقى حزب العدالة  والتنمية الحزب الوحيد في تركيا   لذلك كانت هذه الانتخابات تمثل الاعداد لزعيم منافس في المرحلة القادمة لأردوغان  علاوة على ماتقدم كان تحضر الناخب التركي  وقناعته التي وجدت لتغول مساحة العمران على حساب المساحات الخضراء في اسطنبول احداسباب البحث عن شخصية بديلة  تعيد لإسطنبول رونقه كذلك لقمع التظاهرات التي تجري في تركيا  والاعتقالات التي  جرت  لكل من تم اتهامه بالاشتراك بمحاولات الانقلاب افقدت المواطن   التركي الشعور بالامان  اضافة الى نهج اردوغان الاسلامي  اقلق كثير من اتباع المعسكر العلماني  الذين وجودو فيه انقلاب على المبادئ الاتاتوركية  التي أقرها باني تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك.

ولا نبالغ اذ ما قلنا الخوف لدى الناخب الإسطنبولي لمزيد من تدهور العملة بعد  التوتر التركي الاميركي بعد صفقة الصواريخ الروسية S 400    خاصة ان عدد من الشركات أعلنت افلاسها  ممن أستقرض مبالغ من البنوك العالمية وتستحق  التسديد هذا العام  وفي القريب العاجل حيث بلغ الدين التركي العام

١٧٩ مليار  دولار منها ١٤٦ مليار دولار مستحقات على البنوك الأهلية  لذلك اجتمعت عدة عوامل  داخلية وخارجية سياسية واقتصادية  واجتماعية في حسم انتخابات اسطنبول.

 

*استاذ العلوم السياسية جامعة بغداد، عضو ملتقى النبأ للحوار

 

التعليقات