لم تنتظر الكثير من الوجوه السياسية الطامحة مفوضية الانتخابات الجديدة لمباشرة اعمالها لتبدأ مسيرة الزحف الانتخابي فهناك شهية كبيرة لالتها
لم تنتظر الكثير من الوجوه السياسية الطامحة مفوضية الانتخابات الجديدة لمباشرة اعمالها لتبدأ مسيرة الزحف الانتخابي فهناك شهية كبيرة لالتهام اصوات الناخبين رغم مخاوف من احتمالات ضئيلة بالتاجيل وسعي قوى سياسية نحو ذلك بحجة عدم امكانية اجراء انتخابات عادلة بوجود كم كبير من النازحين.
تطمينات الحكومة ماضية باتجاه اعادة النازحين واجراء الانتخابات قبيل شهر رمضان القادم لكن المطالبين بالتاجيل هم الخائفون من نكسة انتخابية لاتعيدهم الى مواقع السلطة والبرلمان وهم الذين يشعرون بالقلق من الغضب الشعبي المصمم على معاقبة قوى وزعامات وشخصيات لم تمثل مصالح قواعدها الشعبية.
الزعامات السنية التقليدية هي التي تخشى من مرحلة مابعد داعش والتي عبرت عنها تصريحات الدكتور صالح المطلق باشارته الى تاثيرات قوية لوعي سني جديد ربما لايعود متمترسا بالمصالح الطائفية وحدها كما كان يحصل في السابق ،المطلق عزاها الى تاثيرات الحشد في المناطق السنية لكنها تشير الى بدايات تفكير نحو تجاوز الحالة الطائفية بعد دروس سقوط مناطق الغرب العراقي بيد داعش وفكره والتي ساهمت فيها رواسب التفكير البعثي والانغلاق الطائفي والمال القادم من وراء الحدود.
المعاناة المريرة لسكان هذه المناطق وسقوط شعارات الاقليم السني ومركزية الصراع مع المركز ذي الاغلبية الشيعية ستدفع الى الواجهة بوجوه جديدة وجيل سياسي اقدر على التعامل مع المصالح الطائفية لسنة العراق شريطة قطع الطريق على اخطاء وازمات متوقعة في ادارة المناطق المحررة وتمسك باقي القوى والاطراف بخطاب وطني ينقذ الوعي العراقي الشقي من معادلة الصراع الامريكي الايراني ومقولات وقف التمدد والنفوذ الايراني سينجح سنة العراق في ادارة ملف تمثيل مصالح مناطقهم وتحديات اعادة الاعمار اذا تحرروا من العقدة الايرانية والشعارات السياسية ذات الامتداد الخارجي.
لكن الامر يتوقف على عقلانية مواقف الشيعة وخطابهم السياسي فهناك اتجاهات شيعية اكتسبت خبرة لابأس بها لجهة تجاوز خطاب التعبئة المخيف للاخر ان رفع شعارات سياسية ذات منحى ايديولوجي بهدف الاستحواذ على عواطف الشارع الشيعي سيعيد تجربة السنين الماضية وسيجعل التفكير السياسي يدور على قاعدة المحاور المتصارعة في المنطقة.
فليس عقلانيا ان تتلبس الانتخابات العراقية لبوس الصراع بين المشروع الامريكي -العربي المهاجم والمشروع الايراني المقاوم حتى لو انسجم البعض ايديولوجيا مع كلا المشروعين جزئيا او كليا الدرس التاريخي القريب ينبغي ان يكون حاضرا لقد اديرت العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣ على قاعدة الصراع والتنافس وعدم الثقة بين المكونات العراقية فانتجت لنا دولة هشة وفشلا خدماتيا مؤلما وعجزا كبيرا عن ممارسة وانجاز وظائف الدولة المعهودة بوسع كل الاطراف العراقية ان تتحسس مواضع اقدامها لتنتهي من مهزلة الخطابات السياسية السابقة الاستهلاكية والمدمرة ،فقد خسر السنة من الخطاب الطائفي اضعاف ماكانوا ينتظرون تحقيقه وخسر الشيعة كذلك عندما اضطروا لحمل السلاح وتقديم تضحيات جسام في سبيل المحافظة على وحدة الدولة وتحرير اراضيها التي اسقطها الخطاب الطائفي وبكلفة عالية افقدتهم ارباح السلطة المتخيلة وبقيت مناطقهم وجمهورهم يعيش البؤس والسخط وانتهى المنجز الكردي الى محاولات الدفاع عن حدود فدرالية ضمن الحد الادنى.
وتكشف وضع كردستان عن خواء سياسي ومؤسساتي وخطاب هزيل تعكز لفترة طويلة على منجز عمراني غير صلب ولاذي قاعدة متينة منطق المكونات ومصالح الطوائف والتسابق على حصص السلطة اسقط الدولة في العراق وجعل الجميع مكشوفا وعاريا ومكللا بالعار والفشل ماتحقق من منجز وطني خلال الايام الماضية سيكون كفيلا باعادة المتنافسين الى رشدهم وللمحافظة على بقية نفوذهم الدولة الوطنية الدستورية بلا ابتزاز قومي ولاحصص طائفية لاهيمنة لخطاب ديني ولاعودة لرموز الصراع والتازيم هي الحل لمشكلة العراق، الدعوات صريحة في كردستان ومناطق غرب وشمال غرب العراق وفي وسطه وجنوبه نحو التغيير والتجديد والاستفادة من الدروس المريرة الان الفرصة تبدو مواتية ليخرج العراق من محنته بعد ان خسر الجميع من جراء الفكر السابق الذي انغلقوا عليه وامامهم فرصة للخلاص والسيرعلى الطريق السليم لبناء الدولة.