الخبر الاول – {{ بى بى سى: استقالة رئيس زيمبابوي روبرت موغابى ، بعدما انهى حكمه لمدة 37 عاماً. قدم الرئيس موغابي (٩٣ عاما) في رسالة خطية الى الس
في الأسبوع الماضي نشرت الوكالات العالمية الخبرين ادناه:
الخبر الاول – {{ بى بى سى: استقالة رئيس زيمبابوي روبرت موغابى ، بعدما انهى حكمه لمدة 37 عاماً.
قدم الرئيس موغابي (٩٣ عاما) في رسالة خطية الى السيد موديندا رئيس مجلس النواب في زيمبابوي استقالته الطوعية والتي ستسمح بانتقال سلس للسلطة في البلاد. وأوقفت الاستقالة المفاجئة جلسة استماع اتهام بالتقصير لمجلس النواب كانت قد بدأت ضده. ويقول حزب زانو الحاكم ان نائب الرئيس السابق ايمرسون منانجاجوا سيخلف السيد موغابى الذي كان في السلطة منذ عام ١٩٨٠. وقد أدت إستقالة موغابى إلى أزمة سياسية في البلاد. وقد رأى الكثيرون أنها محاولة من موغابى لتمهيد الطريق أمام غريس موغابى (زوجته) لتخلف الرئيس كزعيم والتي أدت الى غضب القيادة العسكرية وتدخلت بوضع موغابي قيد الإقامة الجبرية.}} انتهى الخبر الاول.
الخبر الثاني: جريدة الغارديان البريطانية: {{جيري آدمز يتنحى كرئيس سين فين الأيرلندي.
وقال القيادي الجمهوري آدمز(٦٩ عاما) الذي كان له دور فعال في وقف اطلاق النارفي الجيش الجمهوري الايرلندي انه لن يسعى الى اعادة انتخابه للبرلمان الايرلندي.
أعلن جيري آدمز انه يتنحى عن منصبه كرئيس لحزب سين فين بعد ٣٤ عاما قضاها في الحزب الذي كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالحزب الجمهوري الايرلندي المعارض عسكريا للحكم البريطاني. كما أكد آدمز انه لن يسعى لإعادة انتخابه للبرلمان الأيرلندي في الانتخابات العامة القادمة. ولعب الجمهوري آدمز البالغ من العمر ٦٩ عاماً دوراً محورياً في تبني منظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي وقفاً دائماً لإطلاق النار في التسعينيات من القرن الماضي، وتقاسم السلطة مع أعدائه المواليين لبريطانيا في إيرلندا الشمالية. وصرح آدمز لألف من أعضاء سين فين في مؤتمرهم السنوي انه ورفيق دربه مارتن ماكجوينيس (الذي توفى قبل عام) اعترفا بالحاجة الى تغيير جديد في القيادة في الحزب.
"اعتقدت أنني بحاجة إلى أن أقول لكم ... لقد كان لي شرف أن أكون جزءا من قيادة مذهلة". وقال "ان أحد اهم انجازاتنا هو بناء عملية سلام ولن ارشح نفسي لمجلس النواب. وانه سيطلب من السلطة التنفيذية للحزب الاتفاق على موعد في عام ٢٠١٨ لانتخاب رئيس جديد للسين فين. وفي كلمته قال آدمز ايضاً "لقد رأيت نفسي دائما عضواً في فريق واحد ونسعى لبناء واحد. لدي ثقة كاملة في القادة الذين انتخبناهم هذا الأسبوع وفي الجيل القادم ايضاٍ من القادة." واضاف "اريد ان اشكر كل من رحب بي في بيوتهم ومجتمعاتهم والذين جعلوني جزءاً من الحملات وانتخابات التي لا تعد ولا تحصى ومفاوضات التي لا حصر لها ايضاً". واضاف آدمز "ان القيادة تعني معرفة متى حان الوقت للتغيير وان الوقت قد حان الان".
وقد انتخب مندوبو الحزب آدمز للبقاء كرئيس حتى عام ٢٠١٨. كما اتفقوا على عقد مؤتمر خاص لمناقشة القيادة الجديدة المنبثقة عن سين فين، وسوف يتم ذلك في غضون ثلاثة أشهر في المرحلة الانتقالية من خروج آدمز من منصب الزعيم في العام القادم. وكان آدمز النائب السابق لبلفاست الغربية زعيم سين فين منذ عام ١٩٨٣. وهو يمثل حاليا دائرة لاوث في الجمهورية الايرلندية.
وكانت هناك تكهنات بأن آدمز سيستخدم تقاعده للسعي للحصول في العام المقبل على منصب رئاسة جمهورية إيرلندا ولكنه في نهاية الأسبوع الماضي وضع نفسه خارج المنافسة}} انتهى الخبر الثاني.
الخبران لا يمكن ان نقول انهما متميزان، وقد نسمع بهما دوماً وخصوصاً للمتابع للشأن السياسي العالمي وتاريخ حكامه ورجالاته. اما إذا اردنا ان ننظر للخبر من عيون عراقية ونقيسها بواقعنا ونأخذ العبر منها، فالحالة ستكون مختلفة تماماً وستستدعي منا بعض التركيز والبحث والمقارنة.
كلا الرجلان كانا بكل المعايير من المعارضين (في النضال السلبي) من الدرجة الاولى ومحل احترام وتقدير، وخوضهما المعارك المختلفة ولعقود ضد الاحتلال البريطاني جعلتهما يخلدان في سجل الجهاد والمعارضة ومن أوسع ابوابه. اما في زمن الحكم فالحالة والتقييم مختلف تماماً، فالايرلندي آدمز يبين بوضوح ثقته بالجيل القادم ويسعى لإدامة مهمة الحزب الذي كُلف بقيادته ويسعى لسن سُنة حسنة في كيفية انتقال السلطات والقيادات السياسية والحزبية على أسس شفافة وسلسة. من جانب اخر نرى تشبث مغانبي وسعيه لجعل زوجته خلفاً لحكمه الذي دام لأربعة عقود من الزمن والذي يعني فعلياً ان الحكم في زمبابوي اصبح ملكياً دكتاتورياً وان كان يُصنف كجمهوري وديموقراطي.
كثر الحديث في العاصمة بغداد عن الحاجة الى التغيير في طريقة إدارة البلاد ولعل سعي القيادات المخضرمة والتي كانت هي نفسها من تقود المعارضة في السابق لسن سنن حميدة وجديدة في إدارة التغيير لرجالات الحكم الى الشباب منهم شيء محمود، وعملية استباقية مثمرة وصالحة. صحيح الخبرة والتجربة شيء لا يمكن ان تحصل عليه في ليلة وضحاها، ولكن من قال ان ادامة الجلوس على كرسي الحكم (والقيادة الحزبية) هي الالية الوحيدة لحفظ التجربة والخبرة وصيانتها، نعم نقل التجارب الى الشباب ورعايتهم في السنين الاولى من ترسيخ هذه التجربة الديموقراطية ممكنة وضرورية وخصوصا وان الاعم الاغلب من المجتمع هو دون ٣٥ سنة من العمر. السياسي عموماً يبحث عن دور تاريخي ليُخلد فيه دوره، فالسؤال هنا أي النموذجين والسنن يريد ان يتبع، الأيرلندي منه ام الزيمبابوي؟ اذ بيده الحل والمبادرة.
لنكن قدر المسؤولية والمرحلة الحرجة والخطرة التي نمر بها ولعل موسم الانتخابات المقبلة في أيار عام ٢٠١٨ هو خير فرصة لزرع سنن جديدة بمثل هكذا بذور ستؤتي ثمارها قريباً. كم جميل ان نرى سياسينا، المخضرمين منهم، يعلنون انهم سوف لن يسعوا لمناصب قيادية تشريعية او التنفيذية (او حتى حزبية) وانهم سيساعدون ويدعمون الجيل القادم بكل روح تعاونية بناءه.
لتعطي العراق للعالم رسالة انها تتعافى بوحدتها وبتطهيرها من داعش وبتطويرها لتجربتها الديموقراطية الوليدة.