عقد ملتقى النبأ للحوار ومنظمة العمل الدولية نقاشا إلكترونيا برعاية الاتحاد الأوروبي مع المؤسسات الحكومية العراقية بجمع أكثر من 35 من قادة المجتمع والمنظمات ومن دول عديدة، من أجل عمل يهدف إلى تعزيز الاستفادة وعودة الكفاءات العراقية من الخارج، وافتتح النقاش الدكتور علاء السيلاوي المدير التنفيذي لملتقى النبأ للحوار.
دور منظمة العمل
أكد الدكتور أمجد رابي كبير المستشارين في منظمة العمل الدولية: "أن أهمية هذا الموضوع تأتي من الحاجة إلى الكفاءات والخبرات العلمية للعراقيين الذين يعيشون خارج أرض الوطن ومن خلال جولاتنا وعملنا الدولي وجدنا أن الخبرات العراقية حاضرة دائما في مواقع العمل وحان الوقت من أجل الاستفادة من تلك الخبرات".
من جانبه قال الدكتور عدنان ياسين مستشار منظمة العمل الدولية: "الحوار بذاته يوصلنا للمعرفة في وقت استنزف فيه العراق الكثير من الأدمغة وامتد ذلك لعقود طويلة من الزمن."
وأضاف الدكتور عدنان ياسين" أن الإبداع والكفاءات العراقية ممتدة على طول التاريخ وهناك مراحل زمنية من تاريخ العراق شهدت البناء الفكري نتيجة وجود الكفاءات ونتيجة للبعثات التعليمية والدراسات في الخارج بل أن تلك المراحل كانت محطات مهمة استطاعت أن تدعم عملية التطور المعرفي في العراق في الستينيات والسبعينيات ومن اختصاصات مختلفة ومن جامعات عالمية رصينة.
ووفقا للدكتور عدنان ياسين "من خبرتي في بريطانيا ومعايشتي الطويلة وجدت هناك كفاءات عراقية في مختلف التخصصات العلمية ومتميزين نحتاج لها في التنمية الوطنية وهناك حوارات جادة على مستوى الوزارات والمؤسسات الحكومية تدفع تجاه بناء رأس المال البشري وبما يتعلق بالأنظمة الاجتماعية. وأكد يأسن:" أوجدت الأزمات في الفترات السابقة العجز التنموي وافتقار الأنظمة وبالتالي أدى ذلك إلى استنزاف الكثير من العقول واهتزت الكثير من البنى المؤسسية، وبرغم الأزمات يمكن من خلال الاستقرار النسبي الاستفادة من الخبرات العراقية وهناك العديد من الشخصيات يشغلون مناصب مهمة مناصب في العالم".
دور الكفاءات
فضلا عما اشترك في النقاش العديد من المتداخلين، تحدث الدكتور عباس كاظم عن ملتقى النبأ للحوار وهو زميل أقدم ومدير برنامج المبادرة العراقية في المجلس الأطلسي بواشنطن:" من المعلوم تاريخيا للعراق رعيل من الرواد عبر البعثات في مختلف التخصصات العلمية وغير العلمية وحتى على مستوى الفن بل أصبح العراق رائدا بين جميع الدول العربية وهذا ما تشهد به دول كبيرة مثل فرنسا وإيطاليا وأمريكا."
وأكد الدكتور عباس كاظم:" العراقيون أسسوا في دول المنطقة لحركة علمية وعليها تم بناء أساسات لنظام تعليمي والأسماء كثيرة فاضت إمكانياتهم البشرية، وأما من هم في الداخل طوقوا واضطر منهم من يهاجر، وهناك ثلاثة أنواع من العراقيين في الخارج أنواع منهم القدماء لم يعودوا إلى العراق وتقاعدوا ولم يستفد منهم العراق، لكن يمكن من خلال الاستشارات، وهناك فئة ثانية وهم من اللذين عارضو النظام السياسي السابق واستقروا في دول متقدمة ومنهم من تخصص في مواقع مهمة وهم من الأعمار الوسطى ويمكن العراق يستفيد منهم الآن، وهناك فئة حديثة من معارضي النظام الحالي وهم يتواجدون في دول كثيرة، ولكن هناك من هذه الفئات لديها علاقات خاصة مع العراق ولديهم الانتماء ومنهم أيضا من لا يريد العودة."
وأوضح الدكتور عباس كاظم:" هناك أيضا فئة أخرى وهم من المواطنين البسطاء الذين لم تتوفر لهم الظروف المناسبة أو لم يستفيدوا من هجرتهم لكنهم الآن لديهم من الشباب الذين درسوا وتخرجوا من الجامعات خبرات جيدة لكن يتم الغفلة عنها وينبغي أن تكون هناك رؤية وخطة واستراتيجية للاستفادة من الخبرات العراقية."
واستمر النقاش نحو 90 دقيقة شهد العديد من المداخلات من خارج وادخل العراق التي أجمعت على أهمية مواصلة الحوار بما يتعلق بالكفاءات العراقية ودورها في دعم التنمية والاستفادة من الخبرات خصوصا مع ما يشهد العراق من تحولات مهمة على مستوى السياسة والاقتصاد والتنمية ولدور المنظمات الدولية في دعم موضوعة التنمية.