ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان (التغيرات السعودية في ظل ولي العهد) للفترة من 7 الى 11 تشرين الثاني 2017، شارك في الحوار مجموعة من الناشطي
ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان (التغيرات السعودية في ظل ولي العهد) للفترة من 7 الى 11 تشرين الثاني 2017، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين من بينهم: (النائب السابق عبد العباس الشياع، الدكتور ياسين البكري، الدكتور واثق الهاشمي، الدكتور بشار الساعدي، الدكتور احمد الميالي، الدكتور حيدر الصبيحاوي، الاعلامي مسلم عباس، الاعلامي عباس العيساوي).
افتتح مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني الحوار بمقدمة عن مجريات التغيرات الجديدة في المملكة العربية السعودية حيث قال: نحن بحاجة الى قراءة في ماجرى في السعودية مؤخرا من احداث بامكانكم الان وضع ماترونه من تحليلات وقراءة في هذا الموضوع؟
المداخلات: النائب السابق عبد العباس الشياع:لا شك هناك تحول جيلي في المملكة العربية السعودية مهد له سلمان بن عبدالعزيز ويبدو بأنه كان ينتظر وصوله للعرش لينفذ ما بذهنه ويجعل ولاية العهد عمودية وليست أفقية كما معمول في الكثير من الدول الملكية.
إن هذه الستراتيجية الجديدة تتطلب القضاء على أجيال سياسية تنعمت بأمتيازات غير مشروعة من السلطة لتسعة عقود من الزمن لذلك أقدم محمد بن سلمان مدعوما من والده وقوى دولية نافذة على تصفية الجيل السابق وإفرازاته وتهيئة الطريق أمامه لرسم خارطة سياسية جديدة للمنطقة.
علينا أن لا نتوقع بأن الأمور تجري صدفة بأن يتزامن القضاء على الطبقة السياسية السابقة في السعودية واستقالة الحريري وتواجده في الرياض هذه الأمور كلها تجري وفق توقيتات زمنية معدة سلفا وخطط واستراتيجيات تتعلق بمستقبل المنطقة ولكن على أصحاب القرار وراسمي السياسات أن يحسبوا الأمور بدقة فهناك معادلة دولية معقدة وشائكة لا تنطبق عليها المعادلات السابقة مثل دفع صدام لمحاربة إيران أو أحتلاله للكويت.
الدكتور ياسين البكري:قد تبدوا السلطة في المملكة مركزة في يد الملك دون معارضة غير ان ذلك غير صحيح . فتاريخياً هناك عمودان للسلطة هما السيف والدين او بما يعرف بتحالف اسرة (آل سعود) واسرة محمد بن عبد الوهاب (آل الشيخ).
هناك صراع يستتر واحيانا يطفوا الى السطح باستثناء فترة المؤسس الملك عبد العزيز، كان الصراع على السلطة سمة اساسية وغالبة ولم يخفف منها امر المؤسس بجعل السلطة بيد الاكبر سنا من ابناءه، استلم السلطة الملك سعود بن عبد العزيز بعد وفاة المؤسس عام 1953 وعزل عام 1964، بواسطة الامير فيصل بن عبد العزيز. أغتيل الملك فيصل في العام 1975 على يد ابن اخيه وتولى الملك الامير خالد بن عبد العزيز
توفي الملك خالد علم 1982 وتولى خلفا له الامير فهد بن عبد العزيزالذي اصيب بجلطة دماغية عام 1995ورغم ذلك بقي في الحكم حتى وفاته عام 2005 بتاثير قوة ما يعرف بالسيديريين وهم اخوة فهد وابناء اخوته الاشقاء، والسيديرون السبعة نسبة الى والتهم حصة بنت احمد السيديري. تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز الحكم عام 2005 ، حتى وفاته عام 2015 ، وقد ظهرت في عهده العديد من الصراعات داخل الاسرة بسبب توسع قاعدة الامراء الاحفاد وابتكر ما يعرف بهيئة ولاية العهد لتنظيم الانتقال السلس للسلطة وفي عهده تم اقرار منصب ولي ولي العهد.
استلم السلطة بعد وفته عام 2015 الملك سلمان بن عبد العزيز الملك الحالي وهو من السديرين السبعة، وقد عين ابن اخيه محمد بن نايف وليا للعهد وابنه محمد بن سلمان وليا لولي العهد ، ثم انقلب على ابن اخيه في حادثة تبين الصراع على السلطة وعهد بها لابنه محمد بن سلمان. طبيعة التغيرات التي حدثت في عهد الملك سلمان توضح عمق الصراع ومحاولته حصر السلطة بيد ولده محمد بعيدا عن تاثير الاسرة، وكان واضحا ان هناك معارضة لهذا المنهج .
تاتي تغيرات اليوم والقاء القبض على الشخصيات التي اعلن عنها ومن خلال هيئة الفساد التي يرأسها محمد بن سلمان، تاتي ضمن مخطط تركيز السلطة بيد محمد بن سلمان وضرب اهم خصومه وارسال رسائل للاخرين بعدم الوقوف امام محمد بن سلمان وتمهيداً لاستلامه السلطة بسلاسة ودون معارضة اما بعد فترة قريبة وبحياة والده او بعد وفاته.
الدكتور واثق الهاشمي:بدات في الزيارة التي قام بها محمد بن سلمان الى واشنطن ورافقه فيها وزير الخارجية الجبير الذي كان من المفروض ان يسافر مع الملك الى الصين وعراب محمد بن سلمان السبهان وهناك كانت البداية لترتيب الأوضاع القادمة بدا بسيناريو اقالة ولي العهد وتنصيب محمد بن سلمان بدلا عنه والترتيب لوضع جديد.
الخطوة الثانية كانت في زيارة ترامب الى السعودية وفيها حدثت الثمن الثلاثة الاولى امريكية سعودية وكان فيها المباركة الامريكية لان يكون محمد بن سلمان هو الملك القادم فضلا عن التخلص من كل المعارضين والبدء بخطوات الانقلاب على هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحييد رجال الدين الفاعلين فكانت خطوات السماح للمرأة بقيادة السيارة والدخول للملاعب وربما خطوة السفر بدون محرم وهي شروط امريكية تم الموافقة عليها.
القمة الثانية امريكية خليجية لمبايعة السعودية لقيادة مجلس التعاون بدلا من قطر وحدث ما حدث في العقوبات على قطر وهي خطوة سترفع بعدها العقوبات والترتيب لمواجهة مع ايران لن تكون بالتأكيد عسكرية ثم القمة الثالثة إسلامية امريكية.
الخطوات بدات حيّز التنفيذ باقالة ولي العهد وتنصيب محمد بن سلمان الذي بدا بالتخلص من المنافسين فهل من المعقول ان تشكل هيئة مكافحة الفساد يبدأ بعدها بربع ساعة عملية اعتقالات واسعة بدات بسعد الحريري ولن تنتهي بالوليد بن طلال ثم عملية اغتيال ابن الملك فهد في المستشفى بحجة ارتفاع ضغط الدم وفِي نفس التوقيت تسقط الطائرة التي تقل نائب حاكم عسير علما بانه كان مدير مكتب ولي العهد السابق القادم سيكون تنحي الملك سلمان وتنصيب محمد ملكا للسعودية والقادم اكبر.
الدكتور بشار الساعدي:اجهضت ايران المشروع الاسرائيلي في كردستان العراق، فعادت اسرائيل لتجهضت المشروع الايراني في لبنان.. انها حرب الديناصورات: لعل طبول الحرب في المنطقة تقرع؛ فقد ارادت اسرائيل الرد على الصفعة التي وجهتها اليها ايران في شمال العراق وبيد عراقية، فذهبت اسرائيل لضرب ايران في لبنان(حزب الله) وبيد سعودية..
غير ان مشروع دولة كردستان ليس شبيهاً لما في لبنان، ولعل اسرائيل كي ترد على ايران دفعت محمد بن سلمان كي يقوي من سلطته في الداخل السعودي ودفعت من جهة ثانية السعودية لاضعاف الداخل اللبناني فظهر ذلك في ديباجة سعد الحريري.. اما ايران فمن جهتها صرحت بان اي حرب في المنطقة فإنها ستنتهي بزوال اسرائيل.
الدكتور احمد الميالي:ان ماحصل وسيحصل اكثر في السعودية هو اعلان حرب ليست مجازية ولا كلامية ضد ايران يقف خلف هذا التصعيد ادارة ترمب السيناريو يرتكز على تولي محمد بن سلمان الحكم بعد ان يتم قص كل اجنحة الحكم المنافسة في المملكة.
فحين نراجع التأريخ وكيفية صعود محمد بن سلمان نراه قد بدأ فعلياً منذ توليه منصب رئيس الديوان الملكي السعودي مع وصول والده إلى منصب الملك في كانون الثاني 2015. وبعد أشهر أصبح ولياً لولي العهد في نيسان من ذلك العام، فاول ماقام به هو شنّ حرب اليمن في آذار من ذلك العام ثم صار ولياً للعهد فشن فوراً حرب ضد قطر في حزيران الماضي.
اليوم، يبدو الرجل أقرب من أي وقت مضى على أعتاب أن يصبح ملكاً يخلف والده، وهنا سيشعل حربا ضد ايران ستكون ساحة الحرب لبنان وتحديدا حزب الله والدلالات واضحة باستقالة سعد الحريري وتصعيد الخطاب وتاييد اسرائيل لهذه الخطوة لانها حرب بالنيابة وهذا السيناريو يشبه سيناريو صدام حسين بعد ازاحة البكر ودعمه لحرب ضد ايران سواء على المستوى الداخلي بتنقية اجواء البعث من المنافسين ومنهم البكر وماحصل بقاعة الخلد او على مستوى الدعم الخليجي والامريكي له ضد ايران.
الدكتور حيدر الصبيحاوي:ارى ان الادوات والاساليب التي تم من خلالها اعتقال بعض الامراء والوزراء السعوديين هي ذات الادوات التي استعملها صدام حسين ابان سيطرته على الحكم في العراق لتصفية الخصوم الشخصيين الذين ربما سيكونوا ضيوف مزعجين في حكومته.
وتلك الادوات مصدرها واحد وهم اميركا واسرائيل اما الهدف هو صناعة قادة جدد بمواجهة الجمهورية الاسلامية والمقاومة التي تعتبرها اميركا اذرع الجمهورية الاسلامية وهذا لايعني بأن من تم اعتقالهم يصطفون الى جانب الجمهورية الاسلامية اوعلى الاقل يرفضون الاعتداء عليها وعلى اصدقائها وانما لانكشاف توجهات قادة الامس وفشلهم الذريع في تحقيق ما تصبوا اليه الإدارة الاميركية في العراق خرج منتصرا وسوريا تتبع العراق في خطى النصر وحزب الله خير دليل على الفشل الذريع للقوة الاسرائيلية والحال ذاته في اليمن.
وهنا لابد من تبديل تلك الوجوه بوجوه جديدة وهذا تكتيك المرحلة المقبلة والذي بانت بعض توجهاته من خلال محاولة السعودية استمالة الحكومة العراقية لجانبها وارباك الوضع الداخلي في لبنان لتفتيت الجبهة الداخلية للمقاومة الاسلامية والتي يمكن اعتبارها العمق الإستراتيجي للجمهورية الاسلامية في مواجهة الهيمنة الاميركية
الاعلامي مسلم عباس:ما يحصل في السعودية يرتبط بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه ايران. فالقاء هذا العدد من الأمراء ورجال العائلة الحاكمة بالإضافة إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري جاءت بعد ما كشفت تقارير صدرت الاسبوع الماضي عن زيارة صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر ولقائه محمد بن سلمان في الرياض.
وتركزت المباحثات حول المشاريع الاقتصادية ودعم الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. يضاف لها تعليقات الإدارة الأمريكية التي دعمت هذه الاجراءات. ومن الواضح ان الرياض لا يمكن أن تتخذ أي قرار دون أخذ الإذن من واشنطن، واذا ما تتبعنا قراراتها المصيرية خلال سنوات حكم الملك سلمان وابنه محمد نجدها صدرت من واشنطن والمثال هنا الحرب على اليمن التي أعلنت من واشنطن.
وحتى الأزمة مع قطر كانت قد تم التمهيد لها خلال زيارة ترامب الأولى والتاريخية للسعودية والاعلان عن تأسيس مركز "اعتدال" لمحاربة التطرف، والكلمات التي قيلت خلال الأيام الأولى للأزمة تتشابه مع خطابي ترامب ومحمد بن سلمان حول ضرورة اجتثاث "الإرهاب" من الشرق الأوسط والعالم.
الا ان ما حصل سابقا لم يحقق أي نتائج تذكر، فلا استطاعت السعودية القضاء على الحوثيين ولا هي أرغمت قطر على القبول بشروطها واليوم لا زلنا في دوامة استقالة الحريري التي قد تتشابه نتائجها مع الازمات السابقة التي تركت من دون حل واضح.
وقد تختلف الامور اذا ما صححت الإدارة الأمريكية والسعودية مسار سياستهما السابقة تجاه الشرق الأوسط وقضاياه التي لا تحتاج إلى حلول جذرية بقدر ما تتطلبه من إدارة ذكية للأزمات.
دخول إسرائيل على خط الأزمة يعقد الأمور أكثر مما يحلها، فهي تفيد محور حزب الله وايران في تأكيد ما يقولونه من "وجود ارتباطات سعودية إسرائيلية تتآمر ضد الشعوب العربية"، كما أنها تفيد ايضا معارضين الداخل والمتضررين من الاعتقالات والذين سيبررون تحركاتهم في إطار الحفاظ على كيان الدولة من الانجرار خلف العدو الرئيسي للعرب والمسلمين.
النتيجة الأبرز لكل ما تحدثنا عنه هي الأموال الطائلة التي تجنيها الولايات المتحدة الأمريكية من صفقات الأسلحة مع السعودية، وحتى في هذه الأزمة ركز الرئيس الأمريكي على مشكلة الصواريخ اليمنية التي تضرب العمق السعودي ما يعني أنه لا يزال متعطشا لمزيد من الصفقات الكبرى بحجة المساهمة في حماية النظام السعودي.
الاعلامي عباس العيساوي:اندفاعات محمد بن سلمان ومحاولاته تصفية الخصوم بطريقة البعث القديمة لم يدرك ان الامور تغيرت وان اندفاعاته والقيام باكبر عمليات تصفيه بتاريخ المملكة ستكون لها ارتدادات داخلية خصوصا مع الوضع المتأزم بين ابناء الاسرة وصراع القوى ومحاولات التشبث من البعض هذا انفجر الوضع سوف لن تكون الادارة الامريكية قادرة على ضبطه وان كنت استبعده في هذه المرحلة لكنه قادم لامحال.
صراع الثروة والنفوذ بين جيل شبابي لايتميز احدهما عن الاخر الا بثني الوسادة لاحدهم على حساب غيره سيفتخ الباب لصراعات اسريه ليست سهله خصوصا مع توريط ابن سلمان المملكة بحروب لاتتمكن من الخروج منها دون خسائر كبيرة.