عقد ملتقى النبأ ندوة حوارية نوقش فيها ( اتجاهات التحالفات السياسية في العراق ) خلال الفترة المخصصة من 19/6/2018 إلى 23/6/2018، بمشاركة مجموعة من الناشطين والسياسيين والاكاديميين.
ادار الندوة الحوارية مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني، قائلا: انه "اعلن كل من تحالف الفتح وسائرون الدخول في تحالف سياسي لتشكيل ائتلاف لم يكن متوقع. ولو استطلعنا الآراء سنجد رغبة الناخب العراقي في رؤيته لشكل الحكومة الجديدة تختلف عن رؤية السياسي".
ويضيف، ان "بعد ائتلاف سائرون والفتح سنجد رأي جريء يقف بالضد من هذا الموقف، هناك وعي جماهيري مكتوم ويتداول في المجالس الخاصة، وطبيعة هذه الائتلافات تقف بالضد من ارادة الناخب الذي بدأ يخون بخطاب (سائرون) قبل الانتخابات".
ويتابع الطالقاني بأن "في الوسط الشيعي يدور الحديث بقوة عن خوف عودة ائتلاف شيعي وسني وكردي في وقت كان يأمل الناخب ان تكون الائتلافات عابرة للطائفية وخطاب وطني.
اربع سنوات ستمر من عمر عملية سياسية جديدة، هل ستلبي رغبة المواطنين في الخدمات لتتجاوز عامل الثقة الذي انفقد بسبب الوعود غير الصادقة؟".
ويزيد الطالقاني "اضافة الى ان هذا التحالف فتح شهية الائتلافات الاخرى من المكونات الأخرى ان تتخذ خطوات مماثلة".
افتتح الدكتور خالد العرداوي النقاش بقوله, ان "الحكم في العراق وصل إلى نقطة حرجة من تاريخ تجربته الديمقراطية".
ويوضح ان "من الصعب أن يكون تكرار تشكيل الحكومة بالطريقة التي جرى العمل عليها في الدورات السابقة سندا في ترسيخها وبعث الاطمئنان الشعبي بها". موضحا انه "أثبتت تجارب حكومات الشراكة انها تجارب فاشلة بامتياز".
ويؤكد العرداوي أن "تشكيل حكومة أغلبية في العراق يقابلها كتلة معارضة لها حجمها المهم في البرلمان سيكون الضمان الوحيد لإحياء الأمل بتطور الديمقراطية في العراق نحو الافضل".
اما جواد العطار يقول، ان "يوما بعد يوم يتعقد المشهد العراقي وتتعقد معه جهود تشكيل الحكومة، فالطعون الانتخابية وقرار البرلمان بإعادة العد والفرز والغاء نتائج انتخابات الخارج والنازحين وتقاعس القضاء في حسم دستورية جلسة البرلمان وتعيين مجلس مفوضين جديد من القضاة وحرق صناديق الاقتراع زاد المشهد ضبابية وتأزيما".
ويشير "لكن الوقت لم يفت بعد ان بادر العقلاء الى حسم النزاعات القانونية والدستورية، وان تجاوز السياسيين الخلافات على المناصب بالانطلاق الى تشكيل الفضاء الوطني الحر القادر على استيعاب الجميع ضمن حكومة ومعارضة يعملان فيها على انتاج منظومة قادرة على مواجهة التحديات وتجاوزها".
ويعتبر الحقوقي علي فضل الله انه لا زالت الكتل في مرحلة جس النبض لبعضها البعض وحتى التحالفات التي اعلنت لم ترتق لمعنى التحالف بل هي تقاربات يراد منها البحث عن اكبر ساحة لتحقيق المصالح الحزبية قبل الوطنية.
ويذهب فضل الله الى القول، ان "الكل يدرك دور التدخل الخارجي ولحفظ التوازنات السياسية مع محيط العربي والدولي فان مقبولية السيد العبادي تعطيه الحظ الاكبر لنيل الولاية الثانية.
الدكتورة فاطمة سلومي تحدثت اجراءات العد والفرز اليدوي وما يرافقها من وقت لحين اعلان نتائج الانتخابات من فراغ دستوري لأنها قد تتجاوز 30 من شهر حزيران الحالي عمر انتهاء البرلمان وقد يكون لا".
وعن المفاوضات التي تجري بين قادة الكتل تقول سلومي، ان "التفاهمات الحالية بين الكتل والتي يجدها الكثيرون تحالفا وهي ليس بتحالفات بقدر ما تكون تفاهمات وتبادل ووجهات نظر ورؤى مختلفة، أو بالونه اختبار للمتفاهمين حول ما يجري والتي سنراها بإطار أخر بعد إعلان نتائج العد اليدوي والتي سيتحول فيها المتفاهم إلى خصم أو غريم محكوم بالنتيجة القادمة".
وترى النائب نورة الجاري بأن التحالفات بهذه الدورة لا تختلف عن سابقاتها اذ تقول، "لا اعتقد ان طبيعة التحالفات لهذه الدورة ستكون مختلفة عن سابقاتها".
وتمضي بحديثها بأنه "ارى ان التحركات الان يقوم بها الاحرار وبدر لأقناع احزاب اخرى بتوجهاتهم فيما يبقى الاكراد ينتظرون من سيلجأ اليهم ليضعوا شروطهم.
من جانبه وصف الناشط المدني عباس العطار بأن لا يمكن أن نطلق على ما يجري بين الكتل السياسية الآن بأنها تحالفات"، مضيفا "إنما هذا النوع هو اقرب للاتفاقات من حيث الشكل والمضمون وهذا الشكل الذي نراه هو تقاسم واتفاق وتغطية على ملفات ان اختلفوا فيها فأنها تطيح بسلطانهم وحواشيهم".
وبحسب العطار، ان "كل الأحزاب بلا استثناء لا تفكر ان تنسحب الى دائرة المعارضة البرلمانية وتؤسس للدور الرقابي الغائب عن مشهد الديمقراطية، بل إنهم يدفعون باتجاه بقاء الديمقراطية صماء عمياء عرجاء كما هي عليه الآن".
ويعلل الاعلامي محمد عبد الجبار الشبوط المشاكل العديدة التي اصابت بنية الدولة قائلا: ان " الدولة تعاني من خلل كبير بسبب عيوب التأسيس التي رافقت العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣، والخلل الحاد في المركب الحضاري الذي يعود الى عهود سابقة.
ويردف الشبوط انه "ليس سرا ان الطبقة السياسية الراهنة، بقوائمها الانتخابية الفائزة، مازالت تدور في نفس الدائرة، ولا يحتمل خروجها منها، الامر الذي يتطلب نمطا من التفكير والتصرف خارج اطارها ومسلماتها القبلية".
ومن ناحيته عد الدكتور بشار الساعدي ان "التحالفات السياسية لا تحركها ارادات الاحزاب السياسية بقدر ما تحركها عصا سليماني او سوط ترامب او كلاهما معا"
ويوضح ان "مشروع حكومة الانقاذ الوطني مشروع اميركي عربي خليجي، وان اميركا لن تتخلى عن مشروعها مشروع الاصلاح ".
ويستدرك الساعدي ان، "مشروع حكومة الانقاذ الوطني مشروع جاء لغرض اعادة توزيع الاوراق السياسية العراقية بعد ادراك اميركا ان توزيعها للأوراق في عام ٢٠٠٣-٢٠٠٤ كان خاطئاً".
ويستغرب النائب حنين القدو من الغريب ان المعترضين على نتائج الانتخابات كان فقط لالغاء التصويت الخاص في الاقليم وتصويت الخارج وتصويت الحركة السكانية ومخيمات النازحين، لان الاتهامات بالتزوير حسب التقارير حصلت في تصويت الخارج والمخيمات الخاصة بالنازحين وهذا مؤكد.
ويختتم قدو حديثه والحوار بقوله، أن "المحكمة الاتحادية لم تأخذ بهذه الطعون "ومن المؤسف حقا ان المحكمة ردت هذه الطعون لإرضاء اطراف معينة استفادت من التصويت الخارج والتصويت الخاص والتصويت في المخيمات وبالتالي العد والفرز اليدوي بنسبة ٥ % سوف لن يكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات".
ويسعى ملتقى النبأ للحوار إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى. انتهى/ ع