زار سفير دولة لبنان لدى العراق، علي أديب الحبحاب، مقر ملتقى النبأ للحوار في محافظة كربلاء، وأستقبله رئيس الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني، ومدير العلاقات العامة عدي الحاج، وتباحث الجانبان عن الدور التأريخي للبلدين الشقيقين اللبناني والعراقي، كما تناول اللقاء الحديث عن دور المنظمات الحقوقية والصحفية ومراكز الدراسات تُجاه عدد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، كما تضمّن الحديث عن مستقبل العلاقات بين البلدين في ظل متغيّرات الشرق الأوسط.
وأشار الحبحاب، خلال حديثه أنّ "الإرث التأريخي الذي يتمتّع به البلدين الشقيقين لبنان والعراق وعمق العلاقات الثنائية التي تربط كلا البلدين منذ عصور ماضية ما هي إلا جذوراً تأريخية عميقة جاءت بسبب التماثل والتناغم بين النسيجين الداخليين العراقي واللبناني بإعتبارهما يُشكّلان مصدرين للمحبّة والسلام وليس مصدر تفرقة يُؤثّر على النسيج الداخلي لأي من البلدين".
وتابع أنّ "ما يُميّز لبنان والعراق هو الحضور الدائم لثلاثية الدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات والمتمثّلة في لبنان من خلال الشعب والجيش والمقاومة وفي العراق فتتمثّل بالجيش والشعب والحشد الشعبي، والتي قامت بدور كبير في مواجهة الإرهاب والإنتصار عليه وإعادة السيادة الى جميع مدن العراق من أجل وحدته، كما واجهت لبنان العدوان الإسرائيلي وإنتصرت عليه في عامي (1996) و (2006)".
وعبّر الحبحاب، خلال حديثه عن حرص الحكومة اللبنانية على التواصل بين مختلف الشرائح العراقية على كافة المستويات والصُعد خصوصاً فيما يتعلّق منها بالملتقيات الحوارية ومراكز الدراسات والبحوث العلمية وذات الشأن في البلدين.
من جهته بيّن الطالقاني، للسفير إن "ملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى الى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النُصح لها من خلال عدّة فعاليات يقوم بها، ويضم أكثر من (150) شخصية عراقية من الوزراء وأعضاء مجلس النواب العراقي وأكاديميين وقانونيين وباحثين ورجال دين وفضلاء وغيرهم من ذوي الشأن العراقي والدولي".
وأضاف أنّ "الملتقى منذ إنطلاقته الأولى سعى الى إستضافة الشخصيات الدبلوماسية من حكومات وسفراء وقنصليات لدى العراق، وكذلك وزراء وبرلمانيين وسياسيين محليين وشخصيات أكاديمية وإقتصادية وثقافية وغيرها، لتسليط الضوء على القضايا المصيرية للشعوب وما يدور في الساحة الإقليمية والدولية في ظل المتغيّرات الكثيرة التي يشهدها العالم".
وأوضح الطالقاني، أنّ "التشابه الموجود بين البلدين الشقيقين العراق ولبنان يُحتّم علينا تبادل الخبرات والتجارب للإستفادة منها في تطوير العمل المؤسساتي ومن أجل تطوير التجربة السياسية ونمو الديمقراطية، وهذا لا يأتي إلا بتطوير ونمو العلاقات الثنائية بين البلدين وزيادة التعاون البرلماني والإقتصادية من جهة وبين منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان من جهة أخرى".
وفي ختام اللقاء قدّم سعادة السفير الحبحاب، جزيل شكره وإمتنانه للقائمين على الملتقى إدارةً وأعضاءً على إستضافتهم الكريمة ومواكبتهم الطيبة خلال زيارته مدينة كربلاء المقدسة واللقاء المُثمر مع عدد من الشخصيات المهمّة في المحافظة للحديث حول العلاقات اللبنانية العراقية في ندوة حوارية نأمل أن تُساهم في تعميق العلاقات بين شعبينا وبلدينا العزيزين، داعياً في الوقت ذاته الى تطوير وإقامة برامج التواصل الثقافي بين المؤسسات الفكرية والبحثية لدى العراق ولبنان.