في تمام الساعة الخامسة عصر يوم السبت الموافق (13/ تشرين الاول/ 2018) اقام ملتقى النبأ للحوار وبالتعاون مع مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية ندوة حوارية، ناقش من خلالها الخطة الخدمية والامنية الخاصة بذكرى زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) واهم الاستعدادات الجارية على هذا الصعيد، وذلك بغية تقديم افضل الخدمات اللازمة للزائرين الكرام الوافدين إلى مدينة كربلاء من داخل العراق وخارجه، هذا وقد حضر الندوة ممثل محافظ كربلاء المقدسة ومدراء المؤسسات الخدمية والأمنية وممثّلين عن العتبات المقدسة في المحافظة.
افتتح الندوة الحوارية مدير ملتقى النبأ للحوار، الاستاذ علي الطالقاني، حيث قال، أنّ "ملتقى النبأ للحوار يسعى من خلال عقد هكذا ندوات حوارية ونقاشية الى تحقيق لقاء بين منظمات المجتمع المدني وبين الدوائر الحكومية الخدمية والأمنية إضافةً الى المؤسسات الدينية من أجل تبادل وجهات النظر ومناقشة الخطط الخاصّة بالزيارات المليونية التي تشهدها المحافظة على مدار السنة ومنها زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، علاوةً على تحقيق إمكانية لمعالجة الإشكاليات التي حدثت في الزيارات المليونية للسنوات السابقة وتلافي أي مشاكل محتملة".
لافتاً الى أنّ "الندوة حقّقت أهدافها في وضع وإختيار أفضل الخدمات للزائرين الكرام وتوفير الخطط الأمنية اللازمة لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم، وتكمن أهميته كونه يُعد الأول من نوعه في المحافظة لمشاركة منظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث الدراسات والمهتمّين بذات الشأن في تحقيق تلك الأهداف".
ودعا الطالقاني، الى "بذل المزيد من الجهد والتعاون الكبير بين الجهات المختصّة وذات العلاقة لتوفير أفضل الخدمات وتحقيق الأمن اللازم لجموع الزائرين والوافدين من مختلف بقاع الأرض الذين بدأوا يخطّون الخطى صوب مدينة القباب الذهبية".
نحن نحتاج إلى وضع خطط استراتيجية على المدى البعيد، ناهيك عن تفعيل وتطبيق تلك الخطط
نحن نحتاج إلى وضع خطط استراتيجية على المدى البعيد، ناهيك عن تفعيل وتطبيق تلك الخطط
أدار الجلسة الاستاذ عدنان الصالحي، مدير مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، حيث اورد قائلا، "نرحب بكم في هذا اللقاء الحسيني في كربلاء الشهادة، ونحن نعيش الثورة المحمدية العلوية الحسينية المهدوية، كربلاء ملهمة الثوار ومذلة الطغاة ومسهدة حياة الاشقياء، كربلاء معدلة الاعوجاج وطريق الاصلاح نبراس الثائرين ومحور حركة المنصفين، هذه المدينة التي اختارها (عزه وجل) أن تكون نبراسا لإحياء رسالة الانسانية رسالة رسول الله(ص)، من الله علينا بأن نكون من سكنتها ومن خدمتها، ومن الله عليكم أن تكونوا من خدامها".
"كنا في فترة سابقة نتلهف أن نكون جزء بسيط من خدمة الزيارة او من خدام الزوار، اما الان وبعد أن فتح الله علينا بفضلة وببركة دماء الشهداء، فقد اصبحنا ندير مدينتنا بأيدينا، ويقودها اخواتنا وكلنا نسيج واحد ومجتمع واحد من اجل انجاحها، لا هدف لمن تسلم المسؤولية الا لكيفية انجاحها، خصوصا وأن الله سبحانه وتعالى من علينا بإزالة الزمرة الصدامية ما بعد(2003)، رغم أن الزيارة كانت لما قبل هذه الاعوام ولكن كما تعلمون بأعدادها البسيطة، وذلك بسبب العنصرية التي كانت يتبعها ذلك النظام، والمضايقات التي وصلت إلى حد الاعدامات، فبعد تطور هذه الزيارة اصبحت بأعداد ضخمة، وبالتالي تحتوي المدينة اعداد هائلة في مساحة جغرافية محدودة وفي زمن محدد، فعندما تتحدث للآخرين عنها كأنما تتحدث عن معجزة، وصلت اعدادها إلى الملايين في اليوم الواحد".
"لكن يقينا هناك من النفوس الطيبة والنوايا المخلصة، التي ادارت هذه الزيارة في ظروف امنية صعبة شهد بها العدو والصديق، وفي تخصيصات مالية ضعيفة جدا انعدمت في السنوات الاخيرة، اليوم جمعنا هذا ولقاءنا هذا يتحدث عن محورين، المحور الاول نستمع إلى اصحاب الشأن فيما اعدته الحكومة المحلية والاخوان في الاجهزة التنفيذية والدوائر الخدمية للزيارة المليونية، ونستمع ايضا إلى الاخوة في منظمات المجتمع المدني والاعلاميين والمهتمين بهذا الشأن كملاحظات وكتقويم لأفضل الحلول، يقيننا أن الهموم التي تخص الزائر تكاد تختص في الجانب الامني والنقل، اما جواب السكن والغذاء فبفضل الله تكاد لا تكون محسوسة، والا فان الامور تتفاقم اذا كانت الامور الاربعة تحدث عنها، ولكن اهلنا واخوتنا في المواكب الحسينية وفي المنظمات الداعمة، رفعت عن كاهل الدولة الخدمات التي تخص السكن والاطعام، وبقى جانب الامن والنقل اضافة إلى الخدمات الاخرى، التي تكاد تكون يومية موجودة".
"لكن باعتقادنا أن المحوريين الاساسيين في الزيارات المليونية والتي تتكرر فيها الاشكالات سنويا، هو الجانب الامني وطرق النقل والقطوعات التي تتفاقم في بعض الاحيان".
التخطيط المستدام
من جانبه تحدث الاستاذ عادل الموسوي، معاون محافظ كربلاء للشؤون المالية "باننا لن نأتي بجديد ونحن نناقش الزيارات المليونية ولكن للتوضيح فقط، فنحن نتداول في امرين الامر الاول المعوقات التي حصلت في الزيارة السابقة والطرق التي يمكن أن نسلكها لغرض تلافي هذه المعوقات، الامر الثاني الاستفادة من النجاحات التي تحدث في كل زيارة ومحاولة تطويرها والاستفادة منها في ادارة الزيارة، حقيقة نحن كحكومة محلية ومنذ العام (2004) بدأنا في عملية ادارة الزيارة وصنفناها على انها ادارة ازمة، بالتالي عندما تأتي الزيارة تحشد كل الطاقات لغرض ادارة هذه الزيارة، بالاشتراك مع ادارة العتبتين ومع كل الجهات التي تشترك في ادارة الزيارة، وتنتهي الزيارة ونبدأ بالزيارة الاخرى بتخطيط جديد".
"الستراتيجية التي اتبعناها حاليا هو التخطيط المستدام، انه خلال السنة بكاملها هناك تخطيط وحسابات لما سيحدث في هذه الزيارة، خصوصا من المتوقع أن يرتفع عدد الزائرين في السنوات القليلة القادمة قد يصل عدد الزائرين خلال العام الواحد إلى (50) مليون زائر، على هذا الاساس الحكومة المحلية افتتحت المقر المسيطر في مقر الحكومة تشترك فيها كل الجهات، سواء كانت الدوائر القطاعية ادارة العتبتين ايضا ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، في هذا المقر المسيطر للاستجابة السريعة من خلال شبكة لا سلكية معده لهذا الغرض بين محاور المدينة وداخل المدينة ومركز الحكومة صاحبة القرار، بدأنا بثلاث خطط اساسية وهي (خطة النقل / خطة الخدمات / الخطة الامنية)، الجديد المضاف هناك خطتين ضرورتين يجب التركيز عليهما".
"الخطة الاولى هي الخطة الاعلامية وذلك من اجل الاستفادة من الحشود في سبيل اعلاء رسالة الامام الحسين عليه السلام، والخطة الاعلامية يجب أن تكون موسعة ومقبولة من المتلقي الداخلي والخارجي، بالتالي الحكومة المحلية عمدت إلى تأسيس مركز اعلامي تحضره كل وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية طيلة ايام الزيارات المليونية لغرض تحقيق وحدة الخطاب، الخطة الخامسة هي اشراك المتطوعين من داخل كربلاء ومن خارج كربلاء ومن خارج العراق في الاشتراك بما لا يمس بسير الخطط الاساسية في التنفيذ، وهذا ما تم تنفيذه في الزيارتين السابقتين وايضا في زيارة العاشر من محرم الحرام ونأمل بان نستمر بهذا الموضوع خصوصا وأن لدينا (3000) متطوع، وهم يشتركون في ادارة الزيارة المليونية عدا المتطوعين المتعاونين مع العتبتين المقدستين".
" في مسالة النقل بدأنا باستعمال السيارات المكشوفة في نقل الزائرين ايضا تشترك معنا وزارات اخرى كوزارة النقل ووزارة التجارة، في الزيارات الاخيرة تم ادخال النقل الخاص إلى داخل المدينة، بالتالي على الحكومة نقل الزائرين من داخل مدينة كربلاء إلى مسافة (25) كليو متر، اذا نحن امام حشد لكل طاقات البلد في الزيارات المليونية، في نفس الوقت كربلاء تحاسب وكأنها اي محافظة اخرى في مجال التخصيصات والامكانات، فكربلاء واقعا تقدم خدمات لضعف عدد سكانها وهذا لابد أن يدخل كبند اساسي في الموازنة السنوية لمحافظة كربلاء، الموضوع الاخر الذي يتم التعويل عليها هو (الزائر دولار)الذي تم الوفاء به لمدة سنتين فقط، ولكن منذ العام(2013) ولحد الان لم نستلم فلسا واحد من الزائر دولار".
ادارة الزيارات المليونية
من جهته اوضح الحاج فاضل عوز، ممثل العتبة الحسينية المقدسة "إن الاجراءات والترتيبات التي ترافق زيارة الاربعين أو قبلها بقليل فهذه الفترة لا تكفي، بل لابد أن تكون هناك لجنة خاصة أو مؤسسة يقع على عاتقها مسؤولية ادارة الزيارات المليونية في كربلاء، اي بمعنى أن تكون هذه اللجنة متفرغة ويكون لديها اتصال مع رئاسة الوزراء وتتمتع بصلاحيات معينة كي تتابع اهم المعوقات التي تعيق تلك الزيارات، الشيء الاخر الجهود متوفرة من قبل الدوائر الخدمية والامنية في محافظة كربلاء ولكن ليست بالمستوى المطلوب، اما ما يتعلق بعمل العتبتين المقدستين فهي دائما على اهبة الاستعداد في معالجة كل الاشكالات التي تعترض سيرة الزيارة المليونية، وذلك من خلال حالة التوثيق الصوري واهم الاشكاليات التي تعترض الزيارات المليونية وسبل معالجتها".
"ايضا نود أن نطمئن الزائر الكريم بالنسبة للعوارض الامنية التابعة للعتبتين المقدستين فهي مرصودة من خلال اجهزة مراقبة متطورة وعلى مدار الساعة، الشيء الاخر هناك تعاون ملموس من بين الدوائر الامنية وقيادة شرطة كربلاء مع العتبتين المقدستين".
في السياق ذاته تحدث العميد نور بدر حسن النور مدير مرور محافظ كربلاء "عن اعداد خطة مرورية متكاملة تحسبا اي اختناقات مرورية، لاسيما وأن مديرية مرور كربلاء ومن خلال متابعتها الدورية وعملها الدؤوب في الزيارات المليونية تشكلت لديها رؤية واستراتيجية معينة، في كيفية استيعاب الاختناقات المرورية هذا من جهة ومن جهة اخرى محاولة خلق انسيابية عالية في عملية نقل الزائرين من وإلى مناطق القطع الامني، علما أن المديرية لديها تنسيق عالي جدا مع باقي الدوائر الامنية، الشيء الاخر الذي اود التعريض اليه هو قلة الامكانيات البشرية واللوجستية التي تمتلكها مديرية مرور كربلاء، بالتالي تم مفاتحة الادارة العامة للمرور من اجل تزويد كربلاء بأعداد جديدة من الضباط والمنتسبين ناهيك عن الدعم اللوجستي في العجلات والمعدات الاخرى".