عقد ملتقى النبأ للحوار بمشاركة مكتب الناطق الرسمي للحشد الشعبي حلقة نقاشية تحت عنوان (العراق والحياد الاقليمي) بمشاركة عدد من الشخصيات السي
عقد ملتقى النبأ للحوار بمشاركة مكتب الناطق الرسمي للحشد الشعبي حلقة نقاشية تحت عنوان (العراق والحياد الاقليمي) بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية في الفكر والسياسية وشخصيات إعلامية وثقافية في العاصمة العراقية بغداد.
وفي افتتاح هذه الجلسة الحوارية: اورد الدكتور علي السعدي عضو ملتقى النبأ للحوار وممثل مكتب الناطق الرسمي للحشد الشعبي: حقائق تاريخية تتصل بأيام الرئيس جواهر لال نهرو والرئيس تيتو والرئيس جمال عبد الناصر الذين أسوا حركة دولية، في ظل تصارع المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي سميت عندها بحركة عدم الانحياز، وحينما سئل أولئك الزعماء عن معنى هذه الحركة واهدافها كانت الإجابة برفع شعار (الحياد الايجابي)، وللاستفسار عن هذا المعنى جاء الجواب باننا لا ننتمي الى احد المعسكرين الاشتراكي أو الرأسمالي، لكننا لسنا حيادين بين قوى الاستعمار وقوى التحرر، اي بمعنى هم مع قوى التحرر ضد قوى العدوان.
الان وكما تدركون جميعا بدأ العراق كمركز استقطاب في معسكرين المعسكر الأمريكي الخليجي التركي والمعسكر الروسي الإيراني ومن معه، الكل يحاول ان يستقطب العراق ليكون معه هناك من يطرح عودة العراق الى الحضن العربي، وهناك من يطرح على العراق ان يكون مركز للتعاون يقوم بدور الوسيط، وان يبقى مستقلا في قراره بشكل منهجي وموضوعي، وهنا تلوح بالأفق اضاءات لابد ان يتغلب فيها الفكر على الايدلوجيا وتتغلب الرؤيا على الرأي، فما الذي يمكن ان يمتلكه العراق الان او يستطيع امتلاكه من معطيات ومن حيثيات ومن إمكانات لكي يقوم بهذا الدور، وهل يستطيع ان يوازن ما بين موقفه الى جانبه من دعمه في احلك الظروف وبين من ناصبه العداء وارسل الانتحارين وعمل على التحريض الإعلامي والسياسي، فكيف الان يبني العراق استراتيجيته التي تستطيع فعلا ان تجير كل المعطيات المحلية او الإقليمية او الدولية لصالح العراق.
الجغرافيا غير محايدةوللإحاطة أكثر بموضوع هذه الحلقة وللإجابة عن جميع تلك التساؤلات والاستفسارات الجلسة تمت استضافة الأستاذ احمد الاسدي عضو مجلس النواب العراقي والناطق باسم الحشد الشعبي: حيث نوه اولا الى ان مؤسسة الحشد الشعبي هي احدى مؤسسات الدولة العراقية، وان العراق تاريخيا أكثر ما عاناه في كل تاريخه انه لم يمكن باستطاعته ان يكون محايدا، لان وضعه جغرافيا يقع بين امبراطوريات من شرقه ومن غربه، وهي طالما تتصارع على العراق أحيانا وفي العراق أحيانا أخرى.
وعلى هذا الاساس فلم يعرف عن العراق بأنه كان في تاريخه محايدا وان كان هناك دليل يفند تلك الحقيقة ممكن ان يسوقها لنا من يدرك خلاف تلك الحقيقة، وبالتالي العراق لم يكن محايدا كحكومة وشعب ودولة وان سبب عدم حياديته لتأثره بحضارات معينة او صراعات معينة. وعلى هذا الاساس اليوم العراق يعيش في ظرف حساسة وصعبة جدا وهذه الحساسية والصعوبة تنطلق من كونه يحمل بذرة تجربة جديدة تعيشها المنطقة، فالديمقراطية التي جاءت ما بعد عام (2003) وان كنا نتحفظ على الآلية التي جاءت بها وعلى النتائج التي افرزتها هذه الالية، ولكنها كأمر واقع وعلى علاتها وبنسبة معينة هي تجربة ديمقراطية تفتقدها اغلب شعوب المنطقة او بنسبة كبيرة من شعوب المنطقة.
وبالتالي العراق هذا الظرف السياسي الذي عاشه مع الهجمة الكبيرة التي تعرض لها العراق منذ عام (2003) والى اليوم، هو احد اهم أسباب هذه الهجمة، بالإضافة الى الاستمرار في إضعاف دور العراق الإقليمي وابعاده عن دوره التاريخي في المنطقة لإفشال هذه التجربة، لان نجاح هذه التجربة يعني انها بالإمكان ان تنتقل الى اماكن أخرى، او انها بالإمكان ان تطبق في مجالات اجتماعية وسياسية أخرى، لذلك تعاضد أحيانا حتى المختلفون وربما حتى الاعداء في دائرة معينة وهي دائرة افشال هذه التجربة، ولكن ولله الحمد لا زال العراق ومع كل ما قدمه من تضحيات ثابتا وصامدا في المحافظة على هذه التجربة.
أضاف الاسدي: لذلك حينما نريد ان نتحدث عن موضوعة الحياد خصوصا وان العراق يقع ما بين معسكرين والصراع واضح فيما بينهما، معسكر تقوده الولايات المتحدة الامريكية وترتبط معه باتفاقات او معاهدات او مصالح مشتركة، ولا نقول رؤى لان المحور الذي تمثله الولايات المتحدة الامريكية، من يمثل هذا المحور في المنطقة هو يتقاطع كليا مع ما تؤمن به الولايات المتحدة الامريكية، كدولة راعية للديمقراطية ويتقاطع معها كليا في تطبيقه لآلية الحكم في هذه البلدان، بالمقابل هناك محور تمثله روسيا ومعها الصين وفي هذا المحور الإقليمي تقف على راسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعها سوريا وامتداداتها في لبنان وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى.
يكمل الاسدي: العراق ما بين هذين المحورين لديه ارتباطات ولديه اشتراكات واتفاقات ومعاهدات وتفاهمات ولديه أيضا مصالح مشتركة مع المحور الأول والمحور الثاني، فكيف يستطيع العراق في كل هذه الفوضى والتزاحم في المصالح والمواقف والآراء والأفكار ان يكون محايدا، وان يخرج برؤية عراقية خالصة محايدة يقدمها او يعلنها كمحور لوحدة تتتفاعل معها الدول الأخرى، وتتحاور معه او حتى لتتقاطع معه؟ والى اين يصل هذا التقاطع حتى يكون العراق هو المحور؟، والآخر هو الذي يأتي ليتحاور او يتفاوض او حتى ليتقاتل او يتصارع، فهذه سنة التاريخ وهذه هي الآليات التي تتحرك من خلالها الدول والشعوب، اننا كدولة عراقية الى الان لا توجد لدينا رؤية واضحة كيف يكون العراق في خضم هذا الصراع المتواصل والمتزايد.
ويؤكد الاسدي: ونتوقع في قادم الأيام انه ربما سيستمر وترتفع وتيرته في اكثر من موقف وفي اكثر من مرحلة، فهل لدى الدولة العراقية رؤية واضحة للموقع الذي يجب ان يكون عليه العراق؟، نعم ربما هناك رؤية واضحة لدى زيد او عمر او لدى الحزب الفلاني او الكتلة الفلانية لدى المفكر والأستاذ والكاتب والفيلسوف الفلاني، ولكن هل لدى الدولة العراقية التي واحد من تمثلاتها اليوم الدولة العراقية او السلطة التشريعية او كلاهما مجتمعين، هل لدينا رؤية حقيقية نستطيع ان نتحرك من خلالها للدفاع عنها امام الاخر، ثم تثبيتها كأمر واقع وفرضها في الساحة الدولية والإقليمية؟، لا اكشف سرا حينما أقول ليس لدينا هذه الرؤية والى الآن لم تتبلور لدى العراق بعد اربعة عشر عام من سقوط النظام السابق، ومن تأسيس دولة ديمقراطية يحكم فيها جمعين الحاكمين بمختلف السلطات، من خلال صناديق الاقتراع التي نشارع نشارك جميعنا في اختيار من يمثلنا فيها.
وأوضح الاسدي: نحن كدولة عراقية ليست لدينا رؤية معينة كيف يكون العراق، ولكن هناك ثمة أصوات هنا وهناك تتحدث بان العراق يريد ان ينأى بنفسه عن سياسية المحور، ولكن هذا للتسويق الإعلامي فقط وواقعا نحن في قلب المحور ولا يمكن ان نخرج منها، فبعد (2003) الى اليوم في كثير من المواقف والاشتباكات السياسية والأمنية، ففي أحيان كثيرة كان موقف الجمهورية الإسلامية واضحا وهو مع التجربة في العراق، وان كانت معارضة بشدة ولا زالت لكل المواقف الامريكية في المنطقة، وهي تمثل محورا متصديا لهذا المحور في المنطقة ولكنها كانت مع التجربة العراقية ودعمت هذه التجربة بأكثر مما تستطيع، حتى جاءت احداث (2014) لتضع العراق على مفرق طرق، اما التلاشي والسقوط امام اشرس هجمه إرهابية في تاريخ العراق الحديث كادت ان تؤدي بالدولة وليس في الحكومة فقط، وكان العراق بنسبة كبيرة متجه بتجاه هذا المحور الذي يطلق عليه محور الممانعة او المقاومة او محور الرفض للمشروع الأمريكي، وكان العراق حاضرا في هذا المحور من خلال التنسيق المباشر مع الجمهورية الإسلامية، ومن خلال حضور قوى مختلفة من الجمهورية الاسلامية داخل العراق داعمة ومؤيدة ومساندة وكانت الطائرات التي تحمل الأسلحة والاليات والمعدات والأعتدة التي تقدم الى الحكومة العراقية والى الجيش والى الحشد الشعبي بشكل خاص.
واسترسل الاسدي: بالمقابل الولايات المتحدة الامريكية ومحورها وهي التي اسقطت النظام وهي التي كانت باعترافها واعترف الأمم المتحدة واعلانها دولة محتلة للعراق لغاية (31/12/2011)، فحينما خرجت الولايات المتحدة الامريكية من العراق بعد ان وقعت اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع العراق، جاءت هجمة العصابات الإرهابية في (حزيران/ 2014) على العراق وكادت تسقط الدولة العراقية، وحينذاك تخلت الولايات المتحدة الامريكية عن واحد من اهم شروط مذكرة التفاهم او في الاتفاقية الاستراتيجية في الدفاع عن العراق، حيث تنص الاتفاقية حينما يتعرض العراق الى اي عدوان خارجي او خطر داخلي على الولايات المتحدة الامريكية ان تتدخل علما ان التحالف الدولي لم يكن متشكل حينذاك، ولكن بعد اعلان تنحي السيد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن رئاسة الوزراء وعدم ترشيح شخصية أخرى، وحينما هددت كردستان واقترب الدواعش من أربيل مسافة ثلاثين كيلو متر تدخلت الولايات المتحدة الامريكية في أواخر شهر(اب/ 2014).
ويختم الاسدي: وعلى هذا الأساس فحينما نأتي اليوم ونناقش اين يكون العراق في هذه الدائرة هل يكون محايدا بين هذا المحور وذلك المحور، بالتالي من وجهة نظر شخصية العراق لا يمكن ان يكون محايدا بين المحور الذي دعمه ووقف معه وحماه وحمى ارضه ونظامه وابناءه ودافع عنه، وبين المحور الذي ساهم من خلال المفخخات والانتحاريين والإرهابيين والاموال التي تصرف بمليارات الدولارات والحدود التي فتحت بمئات الكيلومترات، ليتدفق علينا الإرهابيين منها قتلا وترويعا لأبناء الشعب العراقي وتدمير بنانا التحتية وتدميرا لأمننا، لا يمكن ان نكون محايدين بين هذا المحور وذاك، نعم نأمل ونعمل على هذا الامل ان نبني بمختلف توجهاتنا ان نبني رؤية مشتركة للعراق، وان يكون محورا مستقلا او على اقل تقدير ان يكون نقطة الملتقى بين هذين المحورين مع حفظ حق كل من قدم للعراق مساعدة ولم يتخلى عنه، ومع عدم نسيان ان هنالك من كان وما زال وربما سيستمر لفترة ليست قصيرة مساهما بقتلنا وترويعنا وهو من يرفض تجربتنا ويعارض هذه التجربة الديمقراطية.
الدولة الفاعلة والدولة المتلقية للفعلمن جانبه تطرق الدكتور فايق حسن الباحث في ملتقى النبأ للحوار واستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد في ورقته البحثية (العراق والحياد الاقليمي)" الى ان الدول المتقدمة تصف السياسة (انها علم صنع البدائل) والبديل من الممكن ان يكون قابل للتطبيق او غير قابل للتطبيق، وهذا يعتمد على قدرتك التخطيطية وعلى امكانياتك الذاتية، ومن المفارقات المهمة ان عملية صنع البدائل قد تم تطبيقها في العراق، اما ما يتعلق بموضوعة الحياد فان الحياد الإيجابي هو قرار قانوني وتتبناه الدولة من خلال رغبة وطنية وان تكون لديها القدرة على تطبيقه، مقابل الحياد الإيجابي لدينا عنصر اخر وفقرة اخرى وهي الحياد السلبي، فالحياد السلبي مشابه كثيرا للحياد الإيجابي بمعنى ان تنأى بنفسك عن كل الصراعات الإقليمية، وان هذه الصراعات والتوازنات الإقليمية من الممكن ان تشكل لك خسارة وطنية، لكن قرار اتخاذ الحياد لا يكون قرارا وانما فرض عليك من الخارج، وهذه النقطة سعت الولايات المتحدة الامريكية جاهدت الى ان تثبتها في العراق، بمعنى ادق ان تكون الدولة سلبية حيال كل التوازنات والصراعات الاقليمية وهذه مفارقة كبيرة يشهدها العراق، وان ما نعانيه في الداخل العراقي هو في جزء كبير منه يمثل امتدادات للصراعات الإقليمية.
ان فكرة تحويل العراق من الحياد الإيجابية الى الحياد السلبي او من الدولة الفاعلة الى الدولة المتلقية للفعل، هذه الفكرة التي حاولت الولايات المتحدة الامريكية ترسيخها منذ عام (2003)، والدليل على ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية منذ التاريخ أعلاه وحتى العام (2014) اعتمدت على الامن الداخلي العراقي، وأيضا اعتمدت على مجموعة المؤتمرات الاقليمية هذه المؤتمرات عالجت المشكلة العراقية وعالجت تحديدا المشكلة الأمنية داخل الأراضي العراقية، لكن كل هذه المعالجات والطروحات وما قدم لهذه المؤتمرات من إمكانيات هائلة لم تنعكس بشكل إيجابي على الأراضي العراقية، بمعنى اخر اننا دافعنا عن قرار ومن ثمة أصبح فكرة ترسخت من خلال الدور الأمريكي، الذي يقول ان العراق غير قادر على تحقيق الامن الداخلي والعراق لا يمكن ان ينتقل الى دور المبادرة وانه سوف يبقى دائما في دور المتلقي للفعل.
أضاف حسن: هذا الامر شكل نقطة مهمة في تحول سياسة العراق الخارجية خاصة في علاقته مع دول الإقليم، فهل ان العراق وبكل ما يمتلك من مقومات سوف يبقى في مقام المتلقي للفعل ام انه سينتقل الى دور المبادرة، وهنا نتكلم عن عملية السياسة بمفهومها الحديث.
يكمل حسن: في عام(2014) ومع حجم الهجمة التي تعرض لها العراق وهذه الخسائر الكبيرة وسيطرة داعش على أجزاء كبيرة من ارض العراق، فالعراق تحول الى فكرة صنع البدائل وهي لم تكن قرارا سياسيا وانما كان قرارا مجتمعيا، ومن قيادات مجتمعية تمتاز بالعقلانية انطلقت بداية من فتوى المرجعية الدينية، وقدرتها على حشد هذا الدعم الشعبي الكبير ليكون خط صد ومواجهة لهذا الزخم القادم من الخارج، في هذه المرحلة العراق بالفعل تحول الى صنع البدائل وذلك من خلال الاعتماد على الامكانيات الذاتية، لكن المتتبع للحدث يلاحظ ان صناع الرأي العام وتحديدا السيد السيستاني (حفظه الله) بمبادرة فتوى الحشد الشعبي اعتمد على القوة المجتمعية، لكن هذه القوة لا يمكن ان تبادر الى الفعل من دون وجود زخم داعم سواء كان من داخل العراق او من خارجه بالاعتماد على حلفاء اقليميين.
هذا ويشير حسن: وهذه المعطيات جعلت العراق يواجه تحديا كبيرا هل انه في حال نجح في التصدي لهذه الهجمة سوف يبقى معتمدا على التحالف مع طرف إقليمي بعينه، ام انه سوف يلجأ الى اسلوب قائم على الفعل بإيجابية أكبر وان يحقق هدف الحياد الإيجابي، وهو هدف دائما ما تستعين به الدول النامية وان تكون مبادرة دون ان تنطوي في صراعات تسبب لها خسائر مادية وبشرية.
ثلاث حقائق على الأرضوحتى نبحث في هذا البديل وإمكانية تحقيقه من قبل العراق نحتاج ان نمر على ثلاث حقائق جدا مهم موجودة على الأرض العراقية...
أولا: الحقيقة الأولى هي الحقيقية الجغرافية فمن ضمن المعضلات الأساسية التي دائما ما واجهت العراق طول تاريخه، فالعراق دولة شبه حبيسة ودائما ما يعتمد على دول الجوار حتى تكون منصة للتواصل مع العالم الخارجي، منفذها البحري الوحيد هو عن طريق الخليج العربي وهذا المنفذ كلما تطور الزمن كلما تعرض الى تهديد اكبر، لذلك العراق بحكم هذا الموقع الجغرافي يبقى معتمد على الجوار الإقليمي بدرجة كبيرة يعتمد على الكويت خاصة بعد فكرة بناء مشروع ميناء مبارك وتحجيم الملاحة في خور عبد الله التي تشكل المنفذ الوحيد على ميناء ام قصر، ويعتمد على السعودية كمنفذ تصدير له على البحر لاحمر من خلال ميناء ينبع ويعتمد على تركيا عن طريق ميناء جيهان لتصدير النفط العراقي، وبالتالي ان الحقائق الجغرافية تملي على العراق ان يكون محايدا حتى لا يخسر حلفاءه الإقليميين وحتى يستفاد مما موجود لديه من ثروات طبيعية.
ثانيا: الحقيقة المجتمعية للمجتمع العراقي فغالبية هذا المجتمع هو من قومية عربية وهناك قوميات أخرى، وهذه الغالبية العربية منقسمة على ذاتها ما بين الولاءات الإقليمية، ففكرة ان يتبنى العراق محور معين هذه الغالبية المجتمعية ستكون عنصر عدم استقرار داخل الوطن، لذلك موضوع الحياد الإيجابي كما يطمح العراق هو من البدائل الناجعة التي من الممكن ان تخدم التطور المجتمعي في العراق.
ثالثا: الحقيقة الأمنية التي نشاهدها على الأرض فتحدي داعش هو تحدي كبير جدا، وهذا التحدي لن يوجد من فراغ وانما وجود بدعم دولي واقليمي بدليل ان قواتنا الأمنية بين فترة وأخرى تلقي القبض على بعض العناصر كلها من جنسيات مختلفة وكأنما داعش تحول الى شركة متعددة الجنسيات تستقدم خبراء من الصين لصناعة المتفجرات، بمعنى انهم حولوا العنف من وسيلة لتهديد الدولة الى وسيلة دولية لا تهدد العراق فقط وانما تهدد الإقليم بأكمله.
كما أوضح حسن: هذه الفكرة التي يطرحها العراق بان ينتقل من جانب ردة الفعل الى جانب الفعل، تقترن مع عنصر جدا مهم بالإضافة الى الحقائق الثلاث سابقة الذكر، وهي هل ان العراق بما يمتلكه من امكانيات ذاتية يستطيع ان يبادر ويتحول الى جانب الفعل، فاذا حاولنا ان نقيس قدرة العراق بجواره الإقليمي فهناك فرق جدا كبير، فالجمهورية الإسلامية في ايران تمتلك قدرات ذاتية كبيرة جدا، المملكة العربية السعودية تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة جدا بالإضافة الى التسلح النوعية الذي تتمتع به، سوريا دول مهمة وكبيرة وأيضا لديها خلافات سياسية كثيرة مع العراق، الأردن هذه الدولة التي تشكل منصة مهمة ينبغي التعامل معها بحذر، وكذلك الكويت التي دائما ما تسعى الى الشعور بالأمان في تعاملها مع العراق.
ويعتقد حسن: ان فكرة القدرات الذاتية للعراق وانه قادر ان يملي على الإقليم وان يتحول الى الحياد الإيجابي، اذا قارناها بما يمتلكه العراق من عناصر قوة هي فكرة ممكنة، واذا ما قارناها بقدرات المجتمع العراقي هي فكرة ممكنة أيضا، لان المجتمع العراقي هو مجتمع قابل للتحفيز وسهل الاستثارة، ولكن تحفيز المجتمع واستثارته تعتمد على العنصر المساعد الى اين يحفز المجتمع هل يحفزه على الجانب الإيجابي او يحفزه على الجانب السلبي.
تحديات ومحدداتيلمح حسن: فأمام هذه الفكرة نلاحظ مجموعة من التحديات التي تعتبر محددات حتى لا يتحول العراق من جانب الحياد السلبي او الجانب السلبي في تقبل الفعل الى الجانب الحياد الإيجابي، أبرز هذه المحددات:
أولا: المرجعية السياسية في العراق هل هي مدركة لأهمية الحياد الإيجابي وهل هي قادرة على المبادرة واعتماد فكرة الحياد الإيجابي، النقطة الأخرى اذا كانت المرجعية السياسية في العراق قادرة على تبني فكرة الحياد الإيجابي هل ان المجتمع وصل الى درجة من التطور العقلاني يقبل فكرة الحياد الإيجابي، هذه من المحددات المهمة التي ترد على فكرة ان يتبنى العراق الحياد الإيجابي.
المحدد الاخر الأكثر أهمية والاكثر خطورة هو وجود الولايات المتحدة الامريكية فمنذ عام(2003)، حاولت ترسيخ فكرة ان العراق دولة ضعيفة ولا يمكن ان يستقر ولا يمكن ان تتحقق المعادلة الأمنية الا من خلال الإقليم، وهذه الفكرة اثبتت عدم جديتها وعدم صوابها لان ما تحقق من انتصارات بالاعتماد على الحلفاء الاقليميين في جوانب مهمة منه كان يعتمد على القدرات الذاتية بدرجة كبيرة والانتصارات موجودة على الأرض، اما الولايات المتحدة الامريكية فتحاول دائما ان تدفع العراق بالجانب السلبي وتحاول ايضا ان تفرض معادلة إقليمية تناسب الولايات المتحدة الامريكية، وكما تعلمون ان أولويات الولايات المتحدة الامريكية تنعكس باستقرار امني يناسب المعادلة الامريكية ويحفظ امن إسرائيل ويضمن تدفق النفط بدرجة كبيرة، وهذا ما دفع الاستراتيجية الامريكية الى دعم النعرات الطائفية والى تمويل الإرهاب في جانب منها، وكلنا يدرك حجم ما تمتلكه الولايات المتحدة الامريكية من قاعدة رقمية قادرة على تتبع أي رأس مال في أي دولة من دول العالم، مع ذلك داعش كان يبيع النفط المهرب ويستورد الأسلحة والولايات المتحدة الامريكية تراقب دون ان تبادر الى اتخاذ أي قرار يمنع هذا الامر.
المحدد الثالث هي الأردن وهي من دول الإقليم المهمة وتشكل ناقل للمعلومات جدا مهم وبعبارة اكثر دقه الأردن تمثل مجس مهم للتوجهات الإسرائيلية حيال العراق هذه الدولة هلب الإمكان كسبها وتحويلها عنصر إيجابي يقبل ان العراق يتبنى الحياد الإيجابي هذه نقطة جدا مهمة، لأنه في حال تبني العراق الحياد الإيجابي ما تتمتع به الأردن من مكاسب اقتصادية سوف تخسر الكثير منها، المحدد الاخر هي سوريا وهي مؤمنة بان الامن الإقليمي يعتمد على معادلة إقليمية ذاتية بالدرجة الأساس، وفي حال وجود تناغم بين الموقف السوري والموقف العراقي مع الجمهورية الاسلامية من الممكن ان تتحقق فكرة الهلال الخصيب وان تكون هناك معادلة اقليمية وطنية بالدرجة الأساس، لكن وكما تعلمون ان سوريا اليوم محكومة بالصراعات على الأرض والقوة المسلحة الموجودة على الأراضي السورية من المعارضة المسلحة سوف يكون لها رأى وهذا ما تمخض فيجانب مهم منه مؤتمر جنيف الأخير.
المحدد الآخر هي المملكة العربية السعودية وهي طوال تاريخها كانت تعتمد على العراق بدرجة كبيرة خاصة في تبني التكتلات الإقليمية التي تخدم المصالح الخليجية بدرجة كبيرة، وفكرة وجود حياد إيجابي لم يخدم هذا التطلع السعودي لذلك هي تعتبر من المحددات المهمة، الكويت هذه الدولة الصغيرة المجاورة الى العراق التي تعيش هاجس الامن من الدولة الكبيرة المجاورة لها والتي اجتاحتها في عام(1991) وكانت لها على طول تاريخها محاولات للاجتياح، هذه الدولة لديها هاجس امني واقتصادي من العراق فكرة تحول العراق الى الحياد الإيجابي، وترسيخ قدراته الذاتية لبناء تجربة حديثة من الممكن ان يهدد امن الكويت وهذا امر مرفوض، تركيا الرابح الاقتصادي دائما ما تسعى ان يبقى العراق في معادلة المحور الإقليمية التي تستنزف قدراته الذاتية حتى تبقى هي المستفيد الأكبر، الجمهورية الإسلامية في ايران هي أيضا لديها مخاوف جدا مهمة من العراق خصوصا بعدما تحقق من تحول ديمقراطي في عام(2003) كانت تنظر له بإيجابية لأنها كسبت حليفا إقليميا يسعى الى تحقيق امن الإقليم بالاعتماد على القدرات الذاتية، وان فكرة تحول العراق الى محاور إقليمية من الممكن ان تهدد امن الجمهورية مع وجود الولايات المتحدة الامريكية أيضا يعتبر محدد امام الفعل العراقي.
امام هذه المحددات يكون العراق بحاجة الى ثلاث عناصر أساسية اذا نجح في بنائها يستطيع في جانب مهم منه ان يتبنى الحياد الإيجابي:
أولا: بناء المجتمع العقلاني
ثانيا: استثمار التناقضات الإقليمية وتحويل العراق الى صمام امان يمنع هذه التناقضات من التمدد
ثالثا: ضرورة تبني سياسية فك الارتباط مع الولايات المتحدة الامريكية أي بمعنى الانتقال من الارتباط السياسي الى الارتباط الاقتصادي
وفي رأيي المتواضع وهي رؤية اكاديمية إن تحول العراق من الارتباط السياسي الى الارتباط الاقتصادي سوف يكون له نتائج إيجابية على التنمية وعلى الواقع الاقتصادي للعراق.
المداخلات- النائب السابق عبد العباس شياع: أمريكا عندما أرادت ان تنسحب من العراق عقدت اتفاقيتين الأولى سحب القوات الأجنبية ولم تعقد هذه الاتفاقية الا باتفاقية ثانية موازية لها والتي اسمها اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتم التصويت عليها في مجلس النواب نهاية عام (2008) وبدأ الانسحاب (31/ 12/2011) انتهت الاتفاقية الأمنية وعندها بدأت الاتفاقية الجديدة، طبعا أمريكا دولة عظمى وعندما دخلت الى العراق لديها استراتيجية فمن غير المعقول ان تنسحب من دون ان تحقق فأمريكا تريد العراق ضمن مشروعها وان الاتفاقية الثانية لم تفعل على الأرض الى ان حصلت احداث (2014) فهل نبرا أمريكا من احداث تلك السنة وهل هي لا تعلم ان داعش بصدد احتلال مساحات كبيرة في العراق على اقل تقدير كان من الممكن ان توفر لك معلومات عن تحركات داعش، وهنا واقعا لولا فتوى الجهاد الكفائي والتغير الحاصل في المجتمع العراقي لما استطعنا ان نصد هجوم داعش، لذلك العراق في موقف لا يحسد عليه وبالتالي فإن عملية الحياد هي معادلة وقرار صعب ويحتاج الى جملة توافقات.
بناء الهوية وتحديد الرؤية- الدكتور رائد فهمي، يعتقد أن، هناك جملة أمور يمكن طرحها اولا هل يمكن ان نقارن بين استقطاب المحورين في ستينيات القرن الماضي حيث المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي والرؤية في بناء المجتمع، لكن الان هناك محوران على أساس سياسي وهناك ارتباط في حال صراع معينة وحتى في داخل المحور الروسي الإيراني السوري هم ملتقيان في المعركة التي تتعلق بالإرهاب خارج هذا لا توجد رؤية مشتركة، فاذا من الصعب الحديث عن المقارنة لانه لا يوجد منهج متطابق بل هناك حالة وصراع سياسي ممكن ان نعقد تحالفات بصورة مؤقتة، ثانيا قدرة العراق ان يأخذ موقف مستقل خصوصا وان الرؤية العراقية غير موحدة بما فيها في داخل السلطة وحتى في الهياكل العليا، اذا كلمة العراق هي في طور التشكل بمعنى ان العراق اليوم كما نريد هو لا زال موقع صراع،
فنحن نتحدث لأجل بناء مقومات ان العراق يكون قادرا ان يصنع سياسته المستقلة وبالتالي يقرر مع من ينحاز، هذا يحتاج لمستلزمات خصوصا وان هناك إشكالية عميقة في بناء النظام السياسي العراقي إذا لم تعالج سيكون الامر صعبا، وبالتالي حتى يتمكن العراق من تحديد هويته السياسية وهوية نظامه ينبغي ان يحسم هذه المسألة، وان يعيد بناء دولته على أسس سليمة هذا النظام الذي اثبت منذ (2003) محدوديته في السياسة وعدم قدرته.
لكن المعركة اليوم ضد الارهاب حققت استنهاضا شعبيا، وخلق ممكنات إعادة بناء العراق والهوية الوطنية رجعت من جديد وربما كسرت الكثير من الشك وعدم الاهتمام بين مكونات العراق وبالتالي خلقت إمكانية ان يخرج العراق بصيغة أخرى، وعلى هذا الاساس فالعراق ينبغي ان ينطلق من مصالحه خاصة وان العراق يرتبط بعلاقة مع ايران متميزة ولديه اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية وبالتالي انت ترتبط بمحورين متصارعين ويمكن ان تكون نقطة التقاء بينهما، دون ان تنحاز انحيازا كاملا الى طرف دون الاخر والاستفادة من كلا الطرفين.
المشتركات والثوابت- النائبة البرلمانية شروق العبايجي: تنطلق من العنوان وتتساءل ما المقصود بالحياد الإقليمي وهل هو تحييد التأثير الإقليمي على واقع العراق ام العكس، ثانيا من مبادئ الحياد ان تكون لديك معركة بكل وجهات النظر حتى تستطيع ان تختار نقطة التوازن، ثالثا كل واقعنا وما وصلنا اليها هو نتيجة عدم وجود رؤية وطنية واحدة او وجود أرضية مشتركة للمصالح العراقية، فنحن الى الان لم نخلق الأرضية المشتركة التي ننطلق منها في اختلافاتنا الأخرى، فحتى يوم امس مفهوم الأغلبية السياسية استعمل بمنظورين مختلفين بين القوى السياسية العراقية، وبالتالي حتى المفاهيم التي نتداولها غير متفقين عليها، لذا لابد ان نركز على المشتركات والثوابت حتى ننطلق من خلالها لنناقش الاختلافات الأخرى.
مصلحة العراق غائبة- مقداد البغدادي عضو الجمعية الوطنية السابقة، يرى ان موضوع الحياد الإقليمي هو موضوع نظري أكثر من كونه عملي او واقعي، وذلك لسيطرة الهيمنة السياسية للقوى الكبرى في المنطقة ولخضوع الكثير من الدول للأجندة السياسية الخارجية، لذلك فإن هذه الدول لها تأثير في القرار السياسي المستقل، حتى ان الكثير من السياسيين يقعون في دوامة بسبب هذا الامر، المسألة الثانية ان الكثير من الدول دائما تريد ان تبني علاقتها فالمعادلة السياسية اليوم حاسمة في العلاقات الدولية والإقليمية في المنطقة، وأيضا المصالح المتبادلة لذلك نرى المبادئ تضطرب لان المصالح المشتركة هي التي تحدد المواقف السياسية لهذه الدول وبالذات العراق، المسألة الأخرى ان بعض الدول الاقليمية لا تمتلك نظرية واضحة في علاقاتها الخارجية فالشعارات والاندفاعات القومية هي التي تتحكم في حيادية هذه الدولة او غيرها، فبعض الدول تدعي بانها حيادية وهي ليست حيادية وقد تخدع شعوبها والمنطقة، لذلك هذه المسألة خاضعة لغياب مجلس الامن القومي العراقي لرسم السياسية الخارجية، أي يعني ان النظرية السياسية تضطرب بين وزارة الخارجية وبين لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي.
المسألة الأخرى تناقض التوجهات السياسية للفرق السياسية الحاكمة والتحالفات التي تدير أي بلد، في الحقيقة نحن في العراق مبتلين بهذا النوع أي ان التوجهات السياسية المختلفة والكتل السياسية الخطاب السياسي الموحد المشترك الوطني غائب في حساباتهم، بمقدار ما مصالح الدول الأخرى متقدمة وان مصلحة العراق غائبة، مسألة تعارض المؤسسات الحاكمة في البلاد في قراراتها فتلاحظ مجلس النواب والسلطة التنفيذية ومجلس القضاء اليوم كل هذه المؤسسات تتدخل في السياسية لمصلحة الحزب الذي تنتمي اليه، الى جانب ذلك عندما نريد ان نخلق نظرية سياسية بالإضافة الى المجلس القومي العراقي بداية لابد ان نشخص المصلحة الوطنية ومن ثمة ماذا يريد الاخرون مني وبالتالي توحيد الخطاب السياسي.
التأثيرات الجيوبوليتكية- فتاح الكعبي كاتب واعلامي يعتقد ان مفهوم الحياد والحياد الإقليمي قد استهلك في العلاقات الدولية الجديدة بسبب وجود نظام احادي القطبية وهي افرازات طبيعية للصراع بين المعسكر الاشتراكي والرأسمالي، اما المقصود بالسياسية الخارجية فهي مرتبطة بالسياسية الداخلية وكلما كانت السياسية الداخلية قوية بمعنى انك تمتلك سياسية خارجية قوية، السياسية الداخلية ترسم ملامح الدولة وشكل الدولة، فهل نحن أسسنا لمفهوم الدولة حتى نستطيع ان ننطلق نحو سياستنا الخارجية هذا أولا، علاقاتنا الدولية كيف ترسم علاقتنا وفق الناظم الدولي بشكل رسمي او غير رسمي، المحور المهم يقوم على رسم السياسية الخارجية على مبدأ المصلحة الوطنية المشتركة لنحدد اين تقف مصالحنا المشتركة هل الاكراد يشكلون قاعدة مشتركة مع العرب ومع الشيعة وهل السنة يشكلون قاعدة مشتركة مع الشيعة، فمتى ما وصلنا الى إيجاد غاية كاملة في المصالح المشتركة اعتقد باننا قطعنا شوطا مهما في رسم السياسة الخارجية، الى جانب ذلك فنحن محاطون بهذه القوى التي تتحكم، فاين نحن من تلك القوى المختلفة أيضا لابد ان ندرس التأثيرات الجيوبوليتكية.
- الدكتورة عبير، تعتقد ان الانسان بحاجة الى تنمية والى فكر قبل ان ندخل الى السياسات الخارجية وان النخبة هي التي ستحدد مستوى السياسات الخارجية، الان لولا الايمان العقائدي المتمثل بالحشد الشعبي البطل لما استجاب لدعوات قادته ومهما كانت تصنيفهم سياسي ام ديني ام اجتماعي، نحن مقبلين على انتخابات فهل تم انتخاب الأشخاص المناسبين الذي يستطيعون رسم سياسة دولة، فلابد ان تتحقق عقلانية المجتمع وبناء المجتمع حتى ينجم عنه بناء سياسي متوازن.
الحياد النسبي- احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات والحريات، يرى ان مفردة الحياد هي مفردة نسبية وليست مطلقة، فهل هو الحياد السياسي الاجتماعي الديني المطلوب من العراق، وإذا كان هناك ثمة حياد هل يجب ان تتمتع الدولة بميزات وحدة القرار السياسي الاستقرار الأمني القوة الاقتصادية القوة العسكرية حتى تكون مقدمة لان تأخذ دورها بإرادتها، وليس من العيب ان تتحالف دولة مع دولة أخرى لحماية مصالحها فالدول تحركها المصالح لصد عدوان او تقديم مساعدات اقتصادية، النموذج الأبرز للاعتدال في المنطقة هي عمان التي تتمتع بالحياد النسبي والسبب في ذلك انها تمتلك نسيج اجتماعي واحد واستقرار سياسي واقتصادي.
نقاط القوة- علي الطالقاني مدير مؤسسة النبأ للثقافة وملتقى النبأ للحوار قال، ان نقاط القوة للبلد هو موقعه الجغرافي مما جعله ساحة للصراع وبنفس الوقت هذا البلد يتمتع باقتصاد قوي ويتمتع بطاقات بشرية هائلة اثبتت قوتها وفكرها ووجودها في كل دول العالم، ولكن هذا البلد مع شديد الأسف اصبح بيئة طاردة للطاقات، البعض تحدث عن الجانب التربوي وعلى انتخابات حرة ونزيهة، فعلا هذه هي الأسس الحقيقية التي نحتاجها اليوم، أيضا ما هو مطلوب من مجلس النواب ومن الكتل السياسية ان نبني إرادة سياسية قادرة ان تبني دولة، هذه التجاذبات السياسية التي اثرت بشكل كبير على رسم واقع سياسي معافي من التخندقات الإقليمية والطائفية حتى امسى الشيعي يخشى من السني والعكس صحيح والامر ينسحب حتى على الاكراد.
اليوم هذا الهاجس لابد ان نعمل على تجاوزه والدعوة مقدمة للجميع ابتداء من أعضاء مجلس النواب الى الاخوة الإعلاميين وان الخطاب الإعلامي لحد هذه اللحظة يسير بنسق تمجيد هذه الطائفة او تلك او هذا الحزب او ذاك، النقطة الأخرى تأسست مؤسسات عملت على إدارة الخلاف الداخلي ما بين الكتل السياسية ما بين الطوائف، لكنها كانت مختصرة ولم تنزل الى الشارع، اعتماد الشفافية والحكم الرشيد مع مراعاة ان يكون الجميع رابح في هذا النظام، اليوم ما يتم تشريعه في مجلس النواب دائما ما يراعي هل القرار سيراعي الكتلة الفلانية او الدولة الفلانية ولم ينظر الى التشريعات بعين عراقية ولم ينظر الى أمريكا والى ايران برؤية عراقية بل ينظر الى أمريكا برؤية إيرانية وينظر الى ايران برؤية أمريكية فاين القرار العراقي، بالتالي حتى يتصف العراق بالحياد الإقليمي فإننا فاقدين للثقل الإقليمي الاقتصادي والأمني بسبب كوننا لسنا اقوياء، لذا نأمل وان نحصل على قانون انتخابات حتى يفرز لنا عملية سياسية تمتلك رؤية ويكون التنافس من اجل بناء هذا البلد.