دعت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام الى استثمار الانتصار العراقي على تنظيم داعش الارهابي في بناء مرحلة جديدة يسود فيها السلم الاجتماعي، موكدة
دعت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام الى استثمار الانتصار العراقي على تنظيم داعش الارهابي في بناء مرحلة جديدة يسود فيها السلم الاجتماعي، موكدة على دور المؤسسات العلمية والثقافية في تصدر ادوار قيادة التخطيط والتفكير في هذه المرحلة جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد في جامعة بغداد/ مركز الدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع المؤسسة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور المحترم والسادة الكرام جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يكون التخطيط علميا سليما، تكون النتائج مضمونة النجاح بنسبة كبيرة، وهذا ما تحقق بالفعل في النتائج المذهلة لمعركة تحرير الموصل وطرد داعش الإرهابي، الأمر الذي يشكل مرحلة جديدة عنوانها (الاستقرار والبناء والمستقبل)، فمنذ عقود لم يذق العراق (طعم) الاستقرار، ولم يستطع العراقيون بناء دولة المؤسسات القادرة على حماية الحريات والحقوق المدنية بشكل نموذجي، والأسباب معروفة منها انشغال الدولة بمحاربة الإرهاب وتحرير الأرض من دنس الإرهاب وتفشي الفساد.
اليوم تم طرد داعش، وأعلن السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي عن قرب إعلان العراق خاليا من داعش والإرهاب، بفضل ما قدمته القوات العراقية بكل تشكيلاتها البطلة كالحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الشرطة الاتحادية والتشكيلات الأخرى من تضحيات كبرى، ليبدأ العراق مرحلة جديدة يمكن أن نطلق عليها بـ (مرحلة بناء دولة المؤسسات)، فمن هي الجهات ذات المؤهلات الفكرية والتطبيقية القادرة على التصدي لهذه المهمة بنجاح وتعمل على استثمار فرصة بناء الدولة العراقية؟
إننا نعتقد أن المؤسسات العلمية الجامعية كجامعة بغداد، ومراكز البحوث والدراسات، والمؤسسات الفكرية الثقافية كمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، هي من الجهات والنخب التي ينبغي أن تتصدر قيادة التخطيط والتفكير في هذه المرحلة الجديدة، ونعني بها مرحلة بناء الدولة في أجواء السلم والسلام، ولهذا فإن هذه الفعالية العلمية، وعقد هذا المؤتمر العلمي، الذي يشترك في إقامته (جامعة بغداد العريقة/ومؤسسة النبأ للثقافة والإعلام)، يمثل تعبيرا عن تعاون المؤسسات العلمية والثقافية والفكرية في تقديم المشورة والرؤى والافكار والبحوث والدراسات والمقترحات لصانعي القرار في العراق، من أجل استثمار الانتصارات العراقية الكبيرة، وتوحيد البلاد، وتحرير الأراضي من دنس الفساد والعنف، والتفرغ للبناء وتطوير الدولة ومؤسساتها واقتصادها صناعةً وزراعةً وإنتاجاً.
ومن المهم (أيها الأخوة) أن نفتح أمام جميع فئات المجتمع العراقي فرصا جديدة ومناسبة لكي يُسهم في مرحلة البناء الجديدة، إذ توجد في العراق طاقات مبدعة ومجتهدة ومتنوعة من العقول والمهارات والخبرات والأيدي العاملة بأنواعها، إذ يمكن لمختلف الشرائح لاسيما الشباب الدخول بقوة في هذا المجال، إذا أمكن التخطيط لمشاركتهم وفسح المجال لاستثمار طاقاتهم وتوزيع الأدوار بصورة علمية دقيقة بناء على تكافؤ الفرص والانصاف والعدالة والنزاهة.
وما هذا المؤتمر إلا نموذج علمي يقدم البحوث والدراسات والمشورة والمقترحات للحكومة والجهات المعنية الأخرى، من اجل استثمار هذه المرحلة بأفضل صورة ممكنة، وهي المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها بلا تردد (مرحلة بناء دولة المؤسسات).
وختاما نأمل للمشاركين جميعا في هذا المؤتمر، والقائمين عليه، النجاح والتوفيق في مسعاهم هذا، لبناء عراق قوي متطور حديث، أما النتائج فهي مرهونة باستقامة العاملين، ومدى تفاعل صانع القرار معها!
آملين من الله تعالى أن يوفقنا جميعا لخدمة بلدنا العزيز وشعبنا الصبور.
نرحب ونشكركم على حضوركم الكريم ونتمنى لكم نهارا سعيدا مثمرا بالنجاحات والأفكار المتميزة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام.