باتت في الاونة الاخيرة قضية استفتاء كردستان العراق وبناء دولة كردية مستقلة في داخل الحدود العراقية موضوع نقاش حاد ومحط انظار الجميع من قبل
باتت في الاونة الاخيرة قضية استفتاء كردستان العراق وبناء دولة كردية مستقلة في داخل الحدود العراقية موضوع نقاش حاد ومحط انظار الجميع من قبل السياسين والدبلوماسين..
ولم يغب هذا الموضوع عن اقلام الصحافة الاوربية والعالمية فقد تسارعت الصحافة العالمية في تسليطها الضوء على هذا الموضوع المهم والذي بات نقطة تحول كبيرة في منطقة الشرق الاوسط والعالم, كلٌ بحسب اهتمامه وحسب اهمية الموضوع . ومن خلال التجوال في الصحف وقراءة احداثها خلال الايام الماضية، يمكن ملاحظة عددٍ من المواضيع بخصوص انفصال اقليم كردستان العراق والتي كانت تقع ضمن أولوية الإعلام الغربي والعالمي.
فمنهم من كان مؤيد لحدوث هذا الاستفتاء وقيام دولة مستقلة للاكراد داخل الحدود العراقية وبعض الصحف رأت استحالة قيام هذه الدولة لعدة اسباب جاءت مفصلة في صحيفة الإندبندنت، وبعض الصحف الامريكية وصفة الاستفتاء بأنه لايتعدى عن كونه حيلة سياسية قام بها مسعود برزاني والكثير من الاراء التي ستجونها في التقرير التالي:
استفتاء وقضية عادلةكرست صحيفة الجارديان البريطانية مقالا افتتاحيا فيها للاستفتاء في إقليم كردستان العراق تحت عنوان "استفتاء وقضية عادلة". وأشارت الصحيفة إلى أن "الأكراد يرون أن دورهم الرئيسي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب مكافأتهم وإعطائهم بعض النفوذ".
وأوضحت أن "مطلب الأكراد لاقى الكثير من ردود الفعل السلبية من باقي العراق وأمريكا وايران وتركيا والسعودية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية". وتقول الصحيفة إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني قال في مقابلة معها إن "استفتاء كردستان ليس نهاية المطاف"، فالفوز شبه المؤكد فيه سيكون إعلانا لرغبة الاستقلال. وتضيف الصحيفة أن ثمة مكان للمفاوضات لكن أربيل لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع بغداد، التي ليس فيها حافز التوصل إلى تسوية، مسلحة بمجرد تعبيرات مبهمة من التعاطف الدولي.
وتشير الصحيفة إلى أن الأكراد يريدون حلا بتفويض من الأمم المتحدة يتضمن جدول أعمال واضح يضعهم على طريق تحقيق هدفهم عبر إجراءات أمثال اتفاق واجب التنفيذ لتقاسم عائدات النفط، كما متفق عليه ولكن لم يتم المحافظة عليه بعد حرب العراق. وخلصت افتتاحية الصحيفة إلى القول إن التصويت في الاستفتاء سيقوي مكانة البرزاني بين أبناء شعبه، على الرغم من أن حجم ما سينجزه لهم أقل وضوحا. وتشدد الصحيفة على أن تجاهل حلم الأكراد سيكون له ثمنه أيضا، وإنه ما زال ثمة وقت ومكان صغير للمناورة يجب استخدامه بانتباه شديد. الأكراد وجراح الماضي.
الأكراد أكبر أمة في العالم من دون دولةفي نفس الموضوع نقرأ في صحيفة التايمز البريطانية مقالاً لريتشارد سبنسر بعنوان "جراح الماضي أمدت الأكراد بالشجاعة للمراهنة على نتائج الاستفتاء". وقال كاتب المقال إن "التاريخ الحديث للمنطقة الشرق الأوسط تشكل بضرب حلبجة بالقنابل الكيماوية التي راح ضحيتها عدد كبير من الأكراد".
وأضاف كاتب المقال أن "الأكراد أكبر أمة في العالم من دون دولة، وهم منتشرون في كل من تركيا وإيران والعراق، ويعيشون كأقلية في هذه البلدان". ويشير الى أن الأكراد يرون أنهم عاشوا قرناً من القمع، وصل ذروته بتعرض بلدة حلبجة لأبشع ضربة كيماوية تعرض لها مدنيون عندما قصف صدام 5000 من سكانها بالغاز السام". وختم كاتب المقال بالقول إن التصويت بالإيجاب الاثنين المقبل سيعيد بالتأكيد رسم "خطوط على الرمل" التي رسمت منذ نحو قرن الحدود في المنطقة، لكنه ستهدد بنشوب أعمال عنف جديدة وتغيير مستقبل كردستان.
التصويت لا يعدو كونه حيلة سياسيةمن جهتها نقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز Los Angeles Times" الامريكية عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث الأزمات الدولية في بروكسل "جوست هيلترمان" قوله في لقاء خاص ترجمته وكالة / بدر نيوز/ إن "سبب إقدام البارزاني على هذه الخطوة في الوقت الراهن تحديداً هو إن الولايات المتحدة سوف تكون أقل اهتماماً بتطوير علاقاتها مع الأحزاب الكردية في شمال العراق وسوريا بعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي بالكامل" ، مضيفاً أن "المسؤولين الامريكيين أعلنوا مراراً وتكراراً أن الدفع غير المبرر باتجاه إقامة الاستفتاء يقوض الجهود الدولية الرامية الى طرد الارهابيين من اخر موطئ قدم لهم فى العراق ، ناهيك عن إعلان الامم المتحدة أنها لن تشارك في هذا الاستفتاء بأي شكل من الأشكال".
وأضافت الصحيفة الامريكية أن "العديد من الديبلوماسيين في الدول الغربية عبّروا عن شعورهم بالقلق من أن إجراء استفتاء الانفصال في المناطق المتنازع عليها والمسيطر عليها من قبل المجموعات المسلحة الكردية وخصوصاً مدينة كركوك الغنية بالنفط ، قد تثير توترات أمنية من الممكن استغلالها من قبل عصابات داعش الارهابية" ، مشيرةً في الوقت ذاته الى أن "الرفض الكبير الذي أعلنته الدول المجاورة للعراق كإيران وتركيا لطموحات الحزب الديمقراطي الكردستاني التوسعية والخطوات التصعيدية الاخيرة من قبل البلدين الكبيرين ، قد تفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الاجنبي غير المحدود في الاراضي العراقية بسبب هذا الاستفتاء".
وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز الى أن "العديد من منافسي البارزاني كانوا قد اعتبروا التصويت بأنه لا يعدو كونه (حيلة سياسية) لجأ اليها الاخير لتحويل الانتباه عمّا وصفوه بـ (فشل) القيادة الكردية الفاسدة في مواجهة الخلافات السياسية والأزمة الاقتصادية الناجمة عن هبوط أسعار النفط".
الاستفتاء قلل فرص انفصال كردستانعلى صعيد متصل قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية إن الاستفتاء الذي جرى بـ كردستان العراق ربما يكون قد أرضى الأكراد، لكنه من المؤكد قد تسبب في تراجع تطلعاتهم وكشف لهم قوة رد الفعل الإقليمي والدولي تجاهه، كما كشف هشاشة وقصور دعوتهم للانفصال.
وأوضحت في تقرير لها من أربيل أن احتمال تحقيق حلم أكراد العراق في الحصول على دولة "مستقلة" ضعيف، بسبب انغلاقها بريا وضعف اقتصادها وضعف مؤسساتها الديمقراطية وعداء جميع الجيران وعدم ضمان دعم أميركا للانفصال على الأقل في الوقت الراهن.
فبدلا من التفاوض ثم البحث عن الاعتراف الدولي، كما طلبت منهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، ذهب أكراد العراق قدما لتنفيذ الاستفتاء. والآن، وبعد تصويت الأكراد بنسبة 93% لصالح الانفصال، أصبحت أربيل تتضرع لبغداد من أجل التفاوض. ولم ترفض الأخيرة التفاوض فقط، بل طالبت بإلغاء نتائج الاستفتاء وتحركت بقوة لعزل الإقليم.
وقال التقرير إن حكومة متماسكة وديمقراطية ربما تنجح في النجاة من العاصفة التي أثارها الاستفتاء، لكن حكومة كردستان العراق تفتقر لأسس الدولة الديمقراطية المتمثلة في حكم القانون والانتخابات الحرة والنزيهة، والمجتمع المدني، والسلطة التشريعية الحقيقية لمواجهة الحكومة الأسرية.
وتناول التقرير حكومة الإقليم وسلط الضوء على تفاصيل تحكم أسرة البارزاني فيها وسيطرتها الكاملة تقريبا عليها، قائلا إنها عبارة عن شركة لهذه الأسرة.
لا قدرة للأكراد على إقامة دولتهمفي السياق ذاته اعتبر الكاتب البريطاني، باتريك كوكبرون، أن الرغبة العارمة لإقامة دولة كردية، والتي ظهرت جليّة في الاستفتاء الذي جرى مؤخراً في إقليم كردستان العراق، "ليس كافياً لتحقيق حلم الدولة".
وأشار الكاتب إلى أن الحكومة العراقية اتخذت خطوات سريعة لعزل الإقليم الكردي، تمثّلت في حظر الطيران، في حالةٍ لم تشهد لها المناطق الكردية مثيلاً منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، عام 2003. وبحسب الكاتب، في مقال له بصحيفة "الإندبندنت"؛ فإن إدانة الولايات المتحدة الأمريكية للاستفتاء الكردي شجّع العراق وتركيا وإيران على معاقبة الأكراد على رغبتهم وتطلعاتهم لإقامة دولتهم القومية.
الأكراد، بحسب الكاتب، يتطلّعون إلى واشنطن وتقديم المساعدة لهم للخروج من الوضع الحالي، ولكن في ظل السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب، فإنه لا يمكن التنبّؤ بما يمكن أن يفعله، ويبقى الأسوأ من وجهة نظر الأكراد هو الشعور بأن واشنطن لم تعد بحاجة إلى الأكراد العراقيين كما هو الحال قبل استيلاء تنظيم "داعش" على الموصل عام 2014.
اليوم هناك جيش عراقي قوي يوجد حتى في شمال البلاد، يقول الكاتب، ويضيف أن هذا الأمر يعني أن توازن القوى العسكرية قد تغيّر، صحيح أننا لا نقف على أعتاب حرب عربية - كردية، ولكن توازن القوى يشير إلى أنه يميل لصالح بغداد وليس لأربيل. ويرى الكاتب أن اندفاع البارزاني كان بضغط داخلي أيضاً، لمواجهة خصومه الداخليين، فلقد ظهر البارزاني حامياً للقومية الكردية، خاصة أنه سوف يستفيد من قرار الاستفتاء عندما تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في إقليم كردستان، المقررة في الأول من نوفمبر.
ويقول الكاتب إن إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها دفع العبادي إلى التصعيد، وهو أمر لا يبدو أنه يمكن التوفيق فيه بسهولة بين رغبة أربيل في ضمّ تلك المناطق والرفض الصارم من قبل بغداد. ورغم ذلك فإن المتفائلين يرون أن لا أربيل ولا بغداد يمكنهما الذهاب إلى الحرب؛ لأن كليهما يعتمد بالأساس على قوى أجنبية لدعمه، بحسب كوكبرون.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول: "إن المشهد في كل من سوريا والعراق آخذ بالتغيّر، ونحن في بداية مرحلة سياسية حاسمة؛ فبدلاً من معركة هزيمة تنظيم داعش، فإن الصراع على السلطة بين العرب والأكراد يستعر".
أنفصال كردستان العراق سيعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط من جديدمن جانبها أشارت صحيفة "ناشينال إنترست" الأمريكية إلى ضرورة أن تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن إمكانية ما وصفته بالتعاون الوثيق مع الأكراد في حال قرروا الانفصال، متسائلةً عن "الأسباب التي يمكن أن تجعلهم يثقون بحكومة بغداد بقيادة شيعية (حيدر العبادي)، في وقت لا يثق به العرب السنة بالعراق".
بالنسبة للولايات المتحدة، تقول الصحيفة، فإن المسألة تتعلق بكيفية رؤيتها لمستقبل الشرق الأوسط وعلاقتها بالدول القومية، وهو ما يستدعي من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيجاد رؤية شاملة لأهداف بلاده الإقليمية في المنطقة.
"ناشينال إنترست" تقول إنه على الرغم من انضمام أمريكا لمجموعة الدول الرافضة للاستفتاء، لكون واشنطن تريد "عراقاً مستقراً وآمناً وموحداً"- بحسب بيان للخارجية الأمريكية- فإنها في الوقت ذاته تتصرف بواقعية في حال أصر الأكراد على إجرائه.
كما أن الأكراد تلقوا تأكيدات من شركائهم الشيعة بأن يبقى الإقليم الكردي متمتعاً بشبه استقلالية عن حكومة المركز (بغداد)، ويحصل على جميع الموازنات المخصصة له قبل أن يجري تفاوض على المناطق المتنازع عليها كما عرّفها الدستور العراقي، غير أن ذلك لم يحصل، وهو ما دفعهم إلى إعادة طرح سيناريو الانفصال.
ويجب التركيز على إيران في معادلة الشرق الأوسط الجديد الذي يتم تشكيله على أنقاض "الدول القومية"، كما يجب التصدي لأوجه القصور في الاتفاق النووي (بين واشنطن وطهران سنة 2014)، إذ إن إيران تشكل تهديداً استراتيجياً أكبر بكثير من ذاك الذي تشكله "داعش"، على حد رأي الصحيفة.
وتتابع الصحيفة أنه في الوقت الذي نجحت فيه واشنطن بمهمتها الأولى في هزيمة التنظيم، فإن الاستراتيجية الثانية لا يبدو أنها تسير بشكل جيد، على الرغم من أن أمريكا استعانت بإيران تكتيكياً للقضاء على "داعش"، فإن ذلك لم يكن استراتيجياً.
هذا ما فعله الكوماندوز الكنديين في كردستان بعد تداعيات الاستفتاءهذا وقد كشف تقرير لصحيفة اوتاوا سيتزن الكندية، أن القوات الخاصة الكندية المتواجدة في شمال العراق لتدريب البيشمركة تشعر بالقلق من تداعيات استفتاء كردستان على الاستقلال فيما امرت قيادة القوات الخاصة الكندية عسكرييها بازالة علم كردستان من زيهم الرسمي.
وذكر التقرير أنه “في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات في اقليم كردستان لاجراء الاستفتاء على الاستقلال، فان القوات الخاصة الكندية والتي تعمل بشكل وثيق مع اكراد العراق ضد عصابات داعش وهم يرتدون الاعلام الكردية على زيهم يجدون انفسهم في وضع دقيق” .
واضاف أنه “مع اقتراب موعد الاستفتاء في 25 ايلول تزداد التوترات بين الحكومة العراقية والاكراد وهناك مخاوف من اندلاع قتال بين القوات العراقية والتي صوت البرلمان العراقي على عدم اجراء الاستفتاء وبين المليشيات الموالية للاكراد”.
وتابع التقرير أن “من غير الواضح حتى كيف سيؤثر الاستفتاء او اي احتكاك كردي مع العراق على مستقبل البعثة الكندية في الوقت الذي تقوم فيه هذه القوات حاليا بتدريب القوات الكردية، بيد أن قيادة القوات الخاصة الكندية اكدت اول امس الجمعة ان الكوماندوز الكنديين قاموا بازالة الاعلام الكردية من زيهم حيث اثيرت مخاوف منذ العام الماضي بشأن الاشارة التي يرسلها الجيش الكندي من خلال السماح للقوات الخاصة بوضع العلم الكردي”.