شارك موفد ملتقى النبأ للحوار الدكتور خالد عليوي العرداوي في نقاش "جذورنا في الاخوة الإنسانية" في مدينة بادوفا شمالي شرق إيطاليا، بمشاركة منظمات ومؤسسات دينية مختلفة بالتعاون مع الملتقى.
وقال العرداوي "مشاركتنا في النقاش تأتي ضمن اهتمامات ملتقى النبأ للحوار في التعاون مع المؤسسات وتعزيز لغة الحوار وتطلعات الملتقى في اطلاع المجتمع الدولي ونقل الصورة الإيجابية عن العراق والتعريف بآثاره وحضارته.
وجاء في كلمة رئيس ملتقى النبأ للحوار على الطالقاني، التي القاها بالنيابة موفد الملتقى الدكتور خالد العرداوي:
يولي العراق اليوم الحوار وآفاقه أهمية كبيرة خصوصا بعد أن تعرض البلد لهزات عنيفة وبعد سيطرة تنظيم داعش على أراض كثيرة في العراق والذي تسبب في جرائم راح ضحيتها عشرات آلاف المواطنين العراقيين ومن مختلف الديانات والمذاهب وجرى ما جرى من أعمال عنف أدت إلى التهجير والقتل والعنف والنزوح والجوع.
ما يهمنا هنا اليوم ومن خلال وجودنا في مؤتمرنا هذا أن نطلق العنان لانطلاق حوار دقيق وحقيقي بين الأديان، يهدف إلى فهم متبادل وتأمين التواصل الفعال بين الأطراف، كما علينا أن نتجاوز الأزمات المعقدة التي تشترك فيها الأنظمة السياسية والجماعات الدينية المتطرفة، فمهما كان شكلها لا ينبغي أن نترك الحوار والتواصل واستمرار التخوف من الآخر وغياب أطر الحوار الموضوعي.
نحن نعتقد أن الحوار ينبغي ان لا يشترط في مراحله المختلفة وجود تطابق تام في الآراء فاحترام وجهات النظر القائمة على مرجعيات معرفية وثقافية واختلاف المواقف يؤكد الحاجة إلى حوار واع يقوم على التفاهم والتعاون والتواصل قبل مرحلة الإقناع.
إن آفاق الحوار في العراق بحاجة إلى قراءة عميقة بعيدة عن اختزال دين لدين، أو حضارة لحضارة، وهو الأمر الذي سينشئ لنا محطات متعددة للحوار بين الأديان، تقوم على الاحترام المتبادل.
من أجل أن نمارس حقنا كمجتمعات دينية ومن أجل أن نمارس دورنا الإنساني في بناء القيم النبيلة بات من الواجب أن نهتم بالبعد الروحي للأديان السماوية، فإن ذلك سيؤدي إلى بناء ممارسات وسلوك معتدل يظهر بين المجتمعات.
إن مشاركة ملتقى النبأ للحوار ما هو إلا حالة تعبر عن إيماننا العميق بحوار الأديان وتجلياته التي يجب أن تنتقل من حالة الدين فقط إلى الثقافة والتعاون ومواجهة النزعات المتمردة على القيم الصالحة والوقوف بوجه الاستبداد والعنف والجوع والحروب والهيمنة والصراعات...
إن الحوار بين الأديان اليوم ليس وليد اللحظة بل إنه كان موجودا عبر التاريخ واتخذ صورا ومكانات متعددة على مستوى العقيدة أو اللاهوت وكذلك بما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي تواجه الإنسان سواء على مستوى الدعوة للقبول بالآخر والاعتراف به أو على مستوى التعايش بل هناك من المقومات المهمة لمستقبل الحوار وهي في صميم التعاليم الدينية للمسلمين والتي تمهد لحوار ناجح، فإن رؤية القرآن لا تفرق بين الأنبياء والرسل وإن طريقهم هو الإيمان.
يمكن القول إننا اليوم نحاول بكل قوة أن نؤسس لحوار ديني عالمي، فقدمنا أهم تجارب الحوار بما تطلب منا اعتماد تجربة جديدة، تهدف إلى التعريف بالتحديات والآفاق.
هذا وتضمنت المحاضرة مجموعة من التوصيات والرؤى التي من شأنها أن تطور مشهد الحوار المحلي والدولي وتجاوز الصعوبات.