أمست ايران قوة تكنولوجية عالية وتهدد بالحرب واستخدام السلاح المتطور دون قيود اوضوابط او اتفاقات مسبقة مع الأعداء التقليدين لها
أمست ايران قوة تكنولوجية عالية وتهدد بالحرب واستخدام السلاح المتطور دون قيود اوضوابط او اتفاقات مسبقة مع الأعداء التقليدين لها عندما تجد انها تتعرض لخطر الزوال . اذ تجد نفسها حرة التصرف غير خاضعة لدبلوماسية التوازن بين الاقطاب (مثل الاتحاد الروسي والصين واللتان تدعمان ايران بشكل غير مباشر) .لذا تتجنب امريكا لغة الصدام المدمر او الدخول في (حرب والوجود ) مع ايران .اذ مازالت الأخيرة هي خارج قيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة بمسالتين :
الأولى : ان ايران هي خارج قيد سياسة الاحتواء(policy containment) على الرغم من الحصارالاقتصادي المفروض من الدولة العظمى وبعض شركائها الاوروبين . حيث يمثل الاأحتواء واحدةمن قواعد اللعبة في ادارة السياسة الخارجية الامريكية منذ الحرب الثانية بغية استدامة مراكز نفوذ الولايات المتحدة حول العالم .
والثانية، لم تصل ايران بعد الى اتفاقات شاملة مع نادي الدول الكبرى بشان توازن السلاح الاستراتيجي والاستخدام التكتيكي لاسلحة الحرب والدمار الشامل ولاسيما استخدام السلاح الصاروخي او البالستي او حتى النووي او اية اسلحة مماثلة التأثير.وان مثل هكذا اتفاقات في احلال التوازن الدولي لابد من ان تضمن للولايات المتحدة السلام والاستقرار مع الاحتفاظ بالهيمنة hegemony كدولة عظمى قطعاً.
وبناء على ماتقدم ، فان ايران امست من الدول القوية والمؤثرة والمؤهلة في بناء مستقبل ميزان القوة العالمية . لذا ستتجنب ايران الحرب طالما لاتهدد او تمس وجودها الراهن ،ادراكاً منها في اهمية الاحتفاظ على مركزها الاستراتيجي الطويل الاجل .لذلك ستدخل لامحال الى النادي التفاوضي (الدبلوماسي) الدولي لبلوغ نقطة التوازن مع الولايات المتحدة دون ان تفقد امريكا (في الوقت الحاضر) هيمنتها الكامنة على العالم .
*الدكتور مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، مستشار ملتقى النبأ للحوار